للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمُحدث علم الدّين أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الرصاص ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة

٣ - (ابْن سبعين)

عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن سبعين الشَّيْخ قطب الدّين أَبُو مُحَمَّد المرسي الرقوطي الصُّوفِي كَانَ صوفياً على قَوَاعِد الفلاسفة وَله كَلَام كثير فِي الْعرْفَان وتصانيف وَله أَتبَاع ومريدون يعْرفُونَ بالسبعينية

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ذكر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قَالَ جَلَست مَعَ ابْن سبعين من ضحوة إِلَى قريب الظّهْر وَهُوَ يسْرد كلَاما تعقل مفرداته وَلَا تعقل مركباته

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين واشتهر عَنهُ أَنه قَالَ لقد تحجر ابْن آمِنَة وَاسِعًا بقوله لَا بني بعدِي فَإِن كَانَ ابْن سبعين قَالَ هَذَا فقد خرج بِهِ من الْإِسْلَام مَعَ أَن هَذَا الْكَلَام هُوَ أخف وأهون من قَوْله فِي رب الْعَالمين إِنَّه حَقِيقَة الموجودات تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا

وحَدثني فَقير صَالح أَنه صحب فُقَرَاء من السبعينية وَكَانُوا يهونون لَهُ ترك الصَّلَاة وَغير ذَلِك قَالَ وَسمعت أَن ابْن سبعين فصد يَدَيْهِ وَترك الدَّم يخرج حَتَّى تصفى وَمَات بِمَكَّة فِي ثامن عشْرين شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَله خمس وَخَمْسُونَ سنة

قَالَ الشَّيْخ صفي الدّين الأرموي الْهِنْدِيّ وَحَجَجْت فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وبحثت مَعَ ابْن سبعين فِي الفلسفة وَقَالَ لي لَا يَنْبَغِي لَك الْإِقَامَة بِمَكَّة فَقَالَ لَهُ كَيفَ تقيم أَنْت بهَا قَالَ انحصرت الْقِسْمَة فِي قعودي بهَا فَإِن الْملك الظَّاهِر يطلبني بِسَبَب انتمائي إِلَى أَشْرَاف مَكَّة واليمن صَاحبهَا لَهُ فِي عقيدة وَلَكِن وزيره حشوي يكرهني

قَالَ صفي الدّين وَكَانَ داوى صَاحب مَكَّة فَصَارَت عِنْده لَهُ بذلك مكانة يُقَال إِنَّه نفي من الْمغرب بِسَبَب كلمة كفر صدرت عَنهُ وَهِي أَنه قَالَ لقد تحجر ابْن آمِنَة كَمَا مر انْتهى مَا نقلته من كَلَام الشَّيْخ شمس الدّين)

قلت وَلَقَد اجْتمعت بِجَمَاعَة من أَصْحَاب أَصْحَابه ورأيتهم ينقلون عَن أُولَئِكَ أَن ابْن سبعين كَانَ يعرف السيمياء والكيمياء وَأَن أهل مَكَّة كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّه أنْفق فِيهَا ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَإنَّهُ كَانَ لَا ينَام كل لَيْلَة حَتَّى يُكَرر على ثَلَاثِينَ سطراً من كَلَام غَيره وَإنَّهُ لما خرج من وَطنه كَانَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أَو مَا حولهَا وَخرج فِي خدمته جمَاعَة من الطّلبَة والأتباع

<<  <  ج: ص:  >  >>