للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشرب بهَا نبيذاً فَلم يجبهُ بِكَلِمَة وَصرف لَهُ مَا أَرَادَ وَكَانَ إِذا حضر عِنْد فَخر الدّين نَاظر)

الْجَيْش أَخذ ورقة من يَده ونتشها بعنف ورماها وَقَالَ لَهُ خلنا من هَذِه وتحدث بِنَا فِي شَأْننَا وَكَانَ شَيخا تَامّ الْقَامَة أعشى الْبَصَر قَلِيلا ذَا عمَّة صَغِيرَة كَأَنَّهَا تخفيفة وَكَانَ لَا يُخَاطب إِلَّا بمولانا وَكَانَ يَدعِي أَنه قَرَأَ على الْأَثِير الْأَبْهَرِيّ وَكَانَت لَهُ دَار مليحة على بركَة الْفِيل وَله أَمْوَال وجواهر رَأَيْته يَوْمًا وَقد دخل إِلَى أَمِير حُسَيْن وَقد انْقَطع أَمِير حُسَيْن من وجع المفاصل الَّذِي كَانَ يَعْتَرِيه فِي رجلَيْهِ وَكَانَ قد غَابَ عَنهُ مُدَّة فَلَمَّا رَآهُ قد أقبل وَقَالَ يَا مَوْلَانَا أَيْن كنت فِي هَذِه الْغَيْبَة واويلاه من يدك فَقَالَ لَهُ شمس الدّين عَاجلا واويلاه من رجلك وَتُوفِّي قبل الثَّلَاثِينَ وَسبع ماية بِقَلِيل أَو فِيمَا بعْدهَا بِقَلِيل وَكَانَ قد حصل لَهُ الفالج قبل ذَلِك بِتَقْدِير سنتَيْن ثَلَاثَة وَانْقطع

وَكَانَ من دهائه أَنه عمل الْمُرَتّب الَّذِي لَهُ فِي جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ حَتَّى لَا يتَعَرَّض أحد من المستوفين وَلَا مِمَّن يتَكَلَّم فِي عمل استيمار إِلَيْهِ وَكَانَ فِي الأَصْل يَهُودِيّا ثمَّ أسلم فِي الْبِلَاد فَلَمَّا جَاءَنِي الْحَكِيم شمس الدّين بن الْأَكْفَانِيِّ وَقَالَ لي الْآن لما أسلم شمس الدّين فَقلت لَهُ كَيفَ ذَلِك وَهُوَ قديم الْإِسْلَام فَقَالَ لِأَن الْمُسلمين سلمُوا من يَده وَلسَانه يَعْنِي بالفالج الَّذِي حصل لَهُ وَأَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ اجْتمع شمس الدّين يَوْمًا والأمير نَاصِر الدّين ابْن البابا وشجاع الدّين الترجمان وَنجم الدّين قَاسم بن مرداد فَقَالَ نَاصِر الدّين أَخْبرنِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى أحد الْإِثْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ شمس الدّين من هُوَ هَذَا إِن الْبَقر تشابه علينا فَقَالَ شُجَاع الدّين مَوْلَانَا من قَالَ هَذَا الْكَلَام فَقَالَ شمس الدّين الَّذين قَالَ الله فِي حَقهم يَا بني إِسْرَائِيل اذْكروا نعمتي الَّتِي أَنْعَمت عَلَيْكُم وَأَنِّي فضلتكم على الْعَالمين فَقَالَ شُجَاع الدّين مَوْلَانَا شمس الدّين حاشاك تَقول هَذَا وَإِنَّمَا قَالَ الله فِي حَقهم وَضربت عَلَيْهِم الذلة والمسكنة الْآيَة أَو كَمَا قَالَ

وشكوت إِلَيْهِ يَوْمًا من بعض الْكِبَار فَقَالَ لي مَوْلَانَا القواهر العلوية دائمة الْفَيْض مَمْنُوعَة الْحجب تقتص من الظَّالِم للمظلوم وَمن الْحَاكِم للمحكوم

٣ - (التكريتي الكارمي)

عبد اللَّطِيف بن الرشيد الربعِي التكريتي الكارمي

أَخْبرنِي

<<  <  ج: ص:  >  >>