للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وختامُ هاتيك الْحَوَادِث فقدُ ذَا ... فأعادَ حُزناً كَانَ مرَّ وزالا)

(فَاسْلَمْ لتبلغَ بابنهِ الْعليا الَّتِي ... فسحت لَهُم فِيهَا النجومُ مجالا)

(فالأجرُ جمٌّ والعزاء طريقهُ ... فاصبر فلستَ ترى لَهَا أَمْثَالًا)

(هِيَ هَذِه الدُّنْيَا كشمسٍ إِن عَلَتْ ... وافت غروباً بعده وزوالا)

(كم خيَّبت أملاً وأتبعت الرجا ... بَأْسا وغادرت المَصونَ مُذالا)

(تسري بِنَا الآمالُ فِيهَا غِرّةً ... فيُزيرُنا ذَاك السُّرى الآجالا)

(تبًّا لَهَا من غفلةٍ فَإلَى مَتى ... نرجو البقاءَ فنُرجئ الأعمالا)

(أوما ترى فعلَ الْمنون بغيرنا ... نادتهُمُ فتتابعوا أَرْسَالًا)

(سيَما لمن قد جَازَ معترك الردى ... فغدا لقطب رَحا الْمنون ثِفالا)

(عجبا لبالٍ فِي غدٍ تَحت الثرى ... أنَّى يُرى فِي الْيَوْم يَنْعَم بَالا)

(كم تخطئ الأسقامُ من أضحى لَهَا ... هدفاً وَقد بعثتْ إِلَيْهِ نبالا)

(سيَّان من نزل القبورَ الْيَوْم وَال ... سَّفْرُ الَّذين غدوا غَدا نُزّالا)

(مَعَ أَنهم قطعُوا الطَّرِيق وخلَّفوا ... للخالفِ الأوجاعَ والأوجالا)

(فأعاننا الربُّ الرَّحِيم على مدًى ... بلغُوا وأحسنَ للْجَمِيع مَآلًا)

)

(وسقتهُ من عفوِ الْإِلَه سحائبٌ ... يَتْلُو سُرى غدواتها الآصالا)

٣ - (الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ)

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ توفّي يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من صفر سنة ستّ عشرَة وَأَرْبع مائَة من شعره

(رَنَتْ إليَّ بِعَين الريمِ والتفتت ... بجيده وثنت من قَدِّها ألفا)

(فخِلتُ بدر الدُّجى يسري على غُصُنٍ ... هزّته ريح الصَّبا فاهتزَّ وانعطفا)

(وأبصَرتْ مقلتي ترنو مُسارقةً ... إِلَى سواهَا فعضَّت كفَّها أسفا)

(ثمَّ انْثَنَتْ كالرشا المذعور نافرةً ... ووردُ وجنتها بالغيظ قد قُطفا)

(تَقول يَا نِعمَ قومِي كي ترى عجبا ... هَذَا الَّذِي يدّعي التهيام والشغفا)

(يُرِيد منّا الوفا والغدرُ شيمتُه ... هَيْهَات أَن يتأتّى للغَدور وفا)

وَمِنْه

(قَالَت أنِمْتَ فَقلت لَا قَالَت بلَى ... هَذَا الخيال بِمَا فعلتَ خبيرُ)

(قلتُ الخيالُ أَتَى خيالي زَائِرًا ... أينامُ صبٌّ هائمٌ مهجورُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>