للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَى الْبِلَاد ثمَّ إِنَّه تردَّد إِلَى الشَّام ومصر غير مرَّة وصنَّف فِي المترجَم وأسرار الْحُرُوف الَّتِي فِي أَوَائِل السُّور وَلم أرَ أحدا أَحدّ ذهناً مِنْهُ فِي الْكَلَام على الْحُرُوف وخواصّها وَمَا يتعلَّق بالأوفاق وأوضاعها وَرَأَيْت مِنْهُ عجبا وَهُوَ أَن يُقَال لَهُ ضميرٌ على شَيْء فيكتبه حروفاً مقطَّعة ثمَّ إِنَّه يكسِّر تِلْكَ الْحُرُوف على الطَّرِيقَة الْمَعْرُوفَة عِنْدهم فَيخرج الْجَواب شعرًا لَيْسَ فِيهِ حرف خَارِجا عَن حُرُوف الضَّمِير وَكَونه يُخرج ذَلِك نظماً قدرةٌ مِنْهُ على تأليف الْكَلَام

وَله مُشَاركَة فِي غير مَا علمٍ من عربيةٍ وقراءات وأصول دين ومقالات وأصول فقه وفروع فِي غير مَا مَذْهَب وَتَفْسِير وَغير ذَلِك يتكلَّم فِيهِ جيدا كلامَ مَن ذهنه حادٌّ وقَّاد وَكَانَت لَهُ خصوصيَّة بِالْملكِ الْكَامِل شعْبَان وَبِغَيْرِهِ من أُمَرَاء الدولة الخاصكية وَغَيرهم من المنعَّمين إِلَى أَن أُغرِي بِهِ المظفَّر حاجّي فَأخْرجهُ إِلَى الشَّام قبل قَتله بِقَلِيل وَورد إِلَى دمشق بعد شهر رَمَضَان سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَبهَا اجتمعتُ غير مرَّة وكتبتُ إِلَيْهِ

(نَصَحْتُك عَن علم فَكُن لي مُسلما ... إِذا كنت مشغوفاً بحلِّ المترجَمِ)

(تتلمذْ لتاج الدّين تظفر بكلِّ مَا ... أردتَ وزُرْ بَحر الْفَضَائِل واغنمِ)

(فلابن دُنَيْنيزٍ تصانيفُ مَا لَهَا ... نظيرٌ وَلَكِن فاقها ابنُ الدُّريهمِ)

وَلم يزل إِلَى أَن ورد كتاب الحاجّ بهادُر دَوادار الْأَمِير يُوسُف الدّين بَيْبُغا آروس كافل الممالك بالديار المصرية إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قَرابُغا دَوادار نَائِب الشَّام بِإِخْرَاجِهِ من دمشق فكُبس بَيته وأُخذت كتبه وأُخرج من دمشق فِي إِحْدَى الجمادين سنة تسع وَأَرْبَعين)

وَسبع مائَة وتوجَّه إِلَى حلب وَتُوفِّي بعده الدواداران بأَرْبعَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة خمسين وَسبع مائَة على نيَّة الْحَج وَلم يقدَّر لَهُ الْحَج وَعَاد إِلَى حلب

٣ - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن أبي الشَّوَارِب)

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب قَاضِي الْقُضَاة روى عَنهُ ابْن صاعد وَأَبُو بكر النجَّاد وَابْن قَانِع وَآخَرُونَ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة وَلما مَاتَ إِسْمَاعِيل مكثتْ بغداذ بِغَيْر قاضٍ ثَلَاثَة أشهرٍ وَنصفا حتَّى ولي عليّ بن

<<  <  ج: ص:  >  >>