للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(لأصبح البحرُ من أنفاسكم يَبَساً ... كالبَرِّ من أدمعي ينشقُّ بالسُّفُنِ)

قلت شعرٌ جيد فِيهِ غَوْصٌ وتخيُّلٌ صَحِيح)

وَقد مدحه أَحْمد بن مُحَمَّد الخيّاط الدِّمَشْقِي الشَّاعِر بقصيدة أَولهَا

(يقيني يقيني حادثاتِ النوائبِ ... وحزميَ حزمي فِي ظُهُور النجائِبِ)

مِنْهَا فِي المديح

(من القومِ لَو أنَّ اللَّيَالِي تقلَّدتْ ... بإحسانهم لم تحتفِل بالكواكبِ)

(إِذا أظلمتْ سُبْلُ السُّراة إِلَى العُلى ... سَرَوا فاستضاءوا بَينهَا بالمَناسبِ)

٣ - (حَاجِب الْعَرَب)

عَليّ بن مقلَّد عَلَاء الدّين صَاحب الْعَرَب بِدِمَشْق كَانَ أسمر طُوالاً يتحنَّك بعمامته ويتقلَّد بِسَيْفِهِ زِيَّ الْعَرَب قدَّمه الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز رَحمَه الله تَعَالَى وأهَّله لهَذِهِ الْوَظِيفَة وَصَارَ عِنْده مكيناً حكى لي من لَفظه قَالَ توجَّهتُ إِلَى الرَّحْبَة فِي شغل فعدتُ وَقد حصل لي ثَمَانِيَة عشر ألف دِرْهَم أَو قَالَ خَمْسَة عشر ألف دِرْهَم من العربان وَكَانَ يسْأَل عَنهُ ناصرَ الدّين دوادارَه وَيَقُول لَهُ إِن هَذَا ابْن مقلَّد مَا يُعجبنِي حَاله وَرُبمَا إنّه يشرب فَيَقُول مَا أظنُّ ذَلِك وَلَا يقدر يفعل ذَلِك وحاجَّه فِيهِ مرّاتٍ فَلَمَّا كَانَت وَاقعَة حَمْزَة التُّركماني ودخوله إِلَى تُنْكُز ورميه لناصر الدّين الدوادار وجماعته خرج لوالي دمشق وَقَالَ أُرِيد تكبس ابْن مقلّد

فكبسه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَعِنْده جمَاعَة نسْوَة وحُرَفاؤهنّ فَلَمَّا أصبح دخل حَمْزَة إِلَيْهِ وعرَّفه الصُّورَة فأحضر الدوادار وَأنكر عَلَيْهِ ووبَّخَهُ وعنَّفه وَكَانَ سَبَب الْإِيقَاع بِهِ وأحضر ابْن مقلّد قدّامه وَقَتله بالمقارع قتلا عَظِيما مُبرَّحاً وكحله وَقطع لِسَانه لِأَنَّهُ تكلم بِمَا لَا يَلِيق وأُحضر لِسَانه إِلَيْهِ على ورقة فَأَقَامَ فِي اعتقال القلعة مُدَيْدة وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة رَحمَه الله وسامحه بَعْدَمَا سُلب نعْمَة عَظِيمَة

٣ - (الدوري البغداذي)

عَليّ بن مكّي بن مُحَمَّد بن هُبَيْرة أَبُو الْحسن الدُّوري بن أبي جَعْفَر ابْن أخي الْوَزير أبي المظفر يحيى كَانَ أديباً فَاضلا بليغاً لَهُ النّظم والنثر وَله رِسَالَة فِي الصَّيْد رَوَاهَا عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الغزال الْوَاعِظ

<<  <  ج: ص:  >  >>