للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حسن الصُّورَة فإنَّه كَانَ يمِيل إِلَى ذَلِك مَعَ عفاف وصون وَكَانَ قد أتقن الْفُرُوع والأصلين وفرَّط فِي علم الحَدِيث أَعنِي معرفَة الرِّوَايَة وأمَّا الدِّرَايَة فَلَا لأنَّه كَانَ المبتدئون من الطّلبَة يحْضرُون دروسه ويعيبون مَا يصحّفه من أَسمَاء الرِّجَال والرواة وَكَانَ عِنْده وَسْوَسَة فِي عقد النيَّة وَكَانَ الشَّيْخ فتح الدّين بن سيِّد النَّاس يَقُول لنا هَذَا تصنُّع مِنْهُ فَلَمَّا ولي خطابة الْجَامِع برَّا بابِ زُوَيْلَة بطلتْ تِلْكَ الوسوسة

وتفقَّه على الْبُرْهَان المَراغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّحْصِيل فِي الْأُصُول وَحفظه وَسمع من أبي الْيُسْر وأسعد بن القلانسي وَابْن أبي عمر وتولَّى قَضَاء دمياط والمحلَّة وبِلْبيس فحُمد ودرَّس بالفخريَّة وبالمنكوتمريَّة وخطب بِجَامِع الصَّالح وقلَّ من تفقَّه بِهِ لأخلاقه وزعارتها وَكَانَ يروي فِي دروسه الحَديثيَّة عَن ابْن عبد الدَّائِم بِالْإِجَازَةِ)

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا عَلمته تأهَّل واشتهر اسْمه وطار ذكره وذُكر للْقَضَاء وَسمع جُزْء الْأنْصَارِيّ وَامْتنع من الرِّوَايَة وعاش خمْسا وَثَمَانِينَ سنة وتوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى

٣ - (عمر بن الْحسن)

٣ - (الباسيسي الغَرَّافي)

عمر بن أَحْمد الباسيسي أَبُو الْقَاسِم الغرَّافي كَانَ من الشُّهُود المُعَدَّلين وَكَانَ المظفَّر بن حمَّاد بن أبي الْجَبْر البَطِيحة يَثِق إِلَيْهِ ويعتمد فِي أشغاله عَلَيْهِ وَكَانَ فَاضلا أديباً لَهُ نظمٌ ونثر نُكب آخر أَيَّام المقتفي وَبَقِي مكسوراً إِلَى أَيَّام الْوَزير ابْن الْبَلَدِي فاختلق لَهُ جرما حَبسه بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي حَبسه غمًّا سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره

(إنَّ دائي فِي أَرض بغداذَ قد أش ... فيتُ فِيهَا لم ألقَ من يُشفيني)

(فَلَو أنِّي بجوِّ عالِجَ أَو يَبْ ... رين وافى معالجٌ يُبْريني)

وَمِنْه لغز فِي الخِلالة

(مَا ذَات رَأْسَيْنِ أُنثى ... بِغَيْر رأسٍ صغيرهْ)

(رشيقةٌ قد براها ال ... باري فَجَاءَت قصيرهْ)

<<  <  ج: ص:  >  >>