للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولمَّا حجَّ كَانَ بِالنَّاسِ يقطعون التَّلْبِيَة ليسمعوا صَوته بِالتَّلْبِيَةِ توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَكَانَ وَلَده ذرّ كثير البرّ بِهِ شَدِيد التوفّر على طَاعَته ولمَّا حَضرته الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ أَبوهُ عمر وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا بنيّ إِنَّه مَا علينا من موتك غَضاضة وَلَا بِنَا إِلَى أحدٍ بسوى الله حَاجَة فلمَّا قضى صلّى عَلَيْهِ وَدَفنه ووقف على قَبره وَقَالَ أما وَالله يَا ذرُّ لقد شغلَنا الْبكاء لَك عَن الْبكاء عَلَيْك لأنَّا لَا نَدْرِي مَا قلتَ وَمَا قيل لَك اللَّهُمَّ إِنِّي قد وهبتُ لَهُ مَا قصَّر فِيهِ ممَّا افترضْتَ عَلَيْهِ من حقِّي وَاجعَل ثوابي عَلَيْهِ لَهُ وزدني من فضلك إنِّي إِلَيْك من الراغبين

وَقيل لَهُ كَيفَ بَرُّ ابنِك بك فَقَالَ مَا مشيتُ قطُّ بنهار وَهُوَ معي إِلَاّ مَشى خَلْفي وَلَا بلَيْل إِلَاّ مَشى أَمَامِي وَلَا رقي سطحاً وَأَنا تَحْتَهُ

٣ - (صَاحب الْيمن)

عمر بن رَسُول الْملك نور الدّين صَاحب الْيمن قَالَ سعد الدّين فِي سنة خمس وَأَرْبَعين)

وست مائَة فِي ذِي الْقعدَة وصلنا الْخَبَر أَنه مَاتَ

٣ - (عمر بن سعد الله)

٣ - (ابْن بُخَيْج)

عمر بن سعد الله بن بُخَيْج بباء موحَّدة مَضْمُومَة وخاءين معجمتين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف الإِمَام الْمُفْتِي زين الدّين الحرَّاني الْحَنْبَلِيّ عالمٌ خيِّر متواضع وقور بَصِير بالفقه والعربية

ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع الْكثير وَحضر على الْفَخر وَولي مشيخة الصبَّابيَّة وَألقى دروساً مُحرَّرة تخرَّج بِابْن تيميَّة وَبِغَيْرِهِ وناب فِي الحكم بعد بُرهان الدّين الزُّرع لقَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن المنجّا وَكَانَ يرى رَأْي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تيميَّة فِي الْمسَائِل الَّتِي تفرَّد بهَا وَيحكم بهَا فَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السّبكي يتألَّم من ذَلِك وَمَا يُنفِّذُ مَا يحكم بِهِ ونازعه فِي ذَلِك مرَّاتٍ وَلم يرجع فَقَالَ يَوْمًا لقَاضِي الدّين عَلَاء الدّين بن المنجّا إِن كنت تَقول لي إِن هَذِه الْأَحْكَام الَّتِي يحكم بهَا نائبك مذهبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>