للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فان أَحْسَنت كَانَ الامر بدعا ... والا مِنْكُم يُرْجَى الْكَمَال)

ثمَّ أعقب هَذَا النّظم بنثر وَهُوَ رضى الله عَنْك وأرضاك وأخصب فى مرابع المحامد مرعاك سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله سَلاما يَتَّخِذهُ الْبَدْر برق محياه وَقَامَ لاجلاله سنا شمس الضُّحَى وحياه وافتك حَاسِرَة حسيره ونزهة يسيره يشرفها ذكرك ويكرمها شكرك والعذر وَاضح وتفسر الْوَاضِح فاضح فان لى خاطر امتى تفكر تفطر وان رَاجع وتدبر الْقدر تصبر وَالْحر خل عاذر واللئيم خب غادر وَمثلك يغض وَلَا يغضى وحلمك لاشك الى الرِّضَا يفضى وَكتب الْمُحب الاكبر وَالْفَقِير الاصغر النائى عَن الاخوان مُحَمَّد الْمَدْعُو ببديع بل بشنيع الزَّمَان وَحكى الطالوى انه حن يَوْمًا الى وَطنه حنين الْفَحْل الى عطنه والمهجور الى سكنه وَقد ذكر مسْقط راسه ومشتعل نبراسه وهى الْبَلدة الْبَيْضَاء أعنى فاس فتصاعدت مِنْهُ لغدقتها الانفاس حَتَّى ذرفت عَيناهُ بالدموع شوقا الى تِلْكَ الْمنَازل والربوع فَلَمَّا رأى الْحَاضِرُونَ حَاله رق كل لَهُ ورثى لَهُ قَالَ فَقلت على لِسَان حَاله وَقد توجه لمنزله ببلباله قِطْعَة سبقته الى النادى وَكَانَت عِنْده كبعض الايادي مَعَ لغز فى اسْم بَلْدَة مراكش وَكَانَ قد جرى شئ من ذكرهَا فنظم ذَلِك فى اثرها

(ربعت على تِلْكَ الربوع هتون ... وطفاء فِيهَا للبروق حنين)

(مسفوحة العبرات سفح مدامعى ... نَحْو الديار كأنهن عُيُون)

(فسقى معالم فاس حَيْثُ صبابتى ... وصباى فِيهَا صَاحب وخدين)

(فارقتها وَأَنا الضنين وَرُبمَا ... يسخو الْفَتى بِالروحِ وَهُوَ ضنين)

(فعلى معالمها تَحِيَّة مغرم ... فى قلبه لهوى الديار شجون)

وَأما اللغز فَهُوَ

(وَمَا اسْم خماسى مُسَمَّاهُ بَلْدَة ... تركب من شكين وَهُوَ يَقِين)

(فَشك ترَاهُ الْعين باد بِلَا مرا ... وَشك بقلب لَا ترَاهُ عُيُون)

فَكتب اليه بسرعه لما وصلت اليه الرقعة وَمَا زَالَ العَبْد من حِين مفارقتكم لَا يقر لَهُ قَرَار الى ان ورد شذا انظمكم المعطار فَقَالَ طَالبا للقبول على استعجال من الرَّسُول

(مولاى لَا زلت فَردا فى المكارم يَا ... أَبَا المعالى فى أرفع الدرج)

<<  <  ج: ص:  >  >>