للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة ورثاه جمع من الْعلمَاء بالقصائد الطنانه

يحيى بن تقى الدّين بن عبَادَة بن هبة الله الشافعى الحلبى الدمشقى الشهير بالفرضى أحد الْعلمَاء الاجلاء كَانَت الْعُلُوم نصب عينه فقها ونحوا وأدبا وَكَانَ يقْرَأ بمكتب جَامع الدرويشية وَكَانَ رَئِيسا بالهندسة والهيئة والحساب والفرائض ولد بِمَدِينَة سرمين وَقَرَأَ الْقُرْآن بحلب وَلما ميز وَكبر قدم الى دمشق وَقَرَأَ وبرع خُصُوصا فى الْفَرَائِض والحساب حَتَّى فاق فيهمَا على جَمِيع معاصريه واشتغل عَلَيْهِ كثير مِمَّن أدْركهُ وانتفعوا بِهِ وَكَانَ يُبَاشر جَمِيع ظائفه بِنَفسِهِ من غير أَن يُقيم أحدا من تلامذته ليَكُون وَفَاء لما شَرطه أَصْحَابهَا وَله التصانيف الْحَسَنَة مِنْهَا شرح النزهة فى مجلدين ذكر فِيهَا كثيرا من الالغاز وفوائد ضمهَا اليه ثمَّ اخْتَصَرَهُ فى مُجَلد وَاحِد وَشرح الْمِنْهَاج للنووى وَشرح منظومة الجعبرى فى الْفَرَائِض وَكَانَ لَهُ فى الشّعْر والالغاز والاجوبة يَد طولى قَالَ البورينى فى تَرْجَمته زارنى فى منزلى بِدِمَشْق يَوْم الِاثْنَيْنِ التَّاسِع وَالْعِشْرين من صفر سنة احدى وَعشْرين بعد الالف وأنشدنى من لَفظه هَذِه الابيات

(امولى المعالى والمعارف وَالْمجد ... وَعين العلى كَهْف الورى مُنْتَهى الْقَصْد)

(وَيَا فَاضلا طَال الانام بفضله ... وَقصر عَن معشاره كل ذى جد)

(وَيَا كَامِلا حَاز الْعُلُوم بعزمه ... وأحرز فخرا قد تزايد عَن حد)

(وَلَا سِيمَا فن الْحساب فانه ... أقرّ لَهُ كل من الالف والضد)

(واحرز مِنْهُ غَايَة لَيْسَ مدْركا ... ذراها وَلم يلْحق بهَا قطّ ذُو كد)

(وَهَذَا وَقد وافى الْفَقِير رِسَالَة ... تضمن لغزا ضَاعَ فى حلّه رشدى)

(فها هى يَا ذَا الْعلم فاسمح وَكن لنا ... معينا عَلَيْهَا دمت فى طالع السعد)

(وَلما تجلى الْحبّ فى غيهب الدجى ... وأقلق قلبى بالصدود وبالبعيد)

(وَقَالَ وصالى لَا ينَال لطَالب ... فَقير فجد بِالْمَالِ ان كنت ذَا نقد)

(فأعطيته سدسا وَسبعا وثمنه ... وتسعيه مَعَ عشر وَمَعَ وَاحِد فَرد)

(وأبقيت لى ألفا أعيش بِكَسْبِهِ ... فكم كَانَ هَذَا المَال ان كنت ذَا وجد)

(فَلَا زلت كشاف الغوامض للورى ... ومفتاح كنز المشكلات بِلَا عد)

وَهَذَا جَوَاب اللغز لصَاحب التَّرْجَمَة

(فهاء وياء ثمَّ قَاف رمزتها ... وَأَرْبع آلَاف صِحَاح من الْعد)

(وهاء وكاف ذى كسور كَمَا ترى ... عَلَيْك بهَا فَافْهَم وَكن حَافظ الود)

<<  <  ج: ص:  >  >>