للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خكى الجاحظ أن عبد الملك بن صالح، حين أتاه وفد الروم، وقد توسط بلادهم، أقام على رأسه رجالا في السماطين لهم قصر، وهام، ونماكب، وأجسام، وشوارب، وشعور، فبيتماهم يكلمونه، ومنهم رجل وجهه في قفاء البطريق، إذا عطس عطسة ضئيلة فلحظه عبد الملك فلم يدر أي شيء أنكر منه فلما مضى الوفد قال له: وياك هلا إذا منت ضيق المنخر، كز الخيشوم أتبعتها بصيحة تخلع بها قلب العلج

[وقوله " ٣٢٦،٥١٢٦ " فيفتق مرارة السبع في جوفه.]

ط: في تفسير شعر النابغة الجعدي هذا، وعلى الذي أنشده أبو العباس: كان أبو عروة يصيح بالذئب فيموت مكانه فيشق بطنه فيوجد قبله قد زال عن موضعه.

[وقوله " ٣٢٦،٥١٢٦ " يا عباس اصرخ بنا.]

قال ابن قتيبة في السؤدد أن يهوذا قال ليوسف: لنكفن أو لأصيحن صيحة لا تبقي حامل بمصر إلا ألقت ما في بطنها قال: وكان العباس بن المطلب يقف على سلع فينادي غلمانه، وهم بالغابة فيسمعهم، وذلك من آخر الليل، وبين الغابة وسلع، ثمانية أميال، وسلع جبل وسط المدينة، وكان شبت بن ربعي يتنحنح في داره فيسمع بالكناسة، ويصيح راعيه فيسمع نداؤه على فرسخ، وكان مؤذن سجاح الكذابة حين تنبأت وذكر الجاخظ أن أبا عطية النصري في الحرب التي كانت بين ثقيف وبين بني نصر لما راى الخيل يومئذ بعقوته دوائس، نادى يا صباحاه! أتيتم بأي يربوع، فألقت " ١٦٠:ألف " الحبالي أولادها من شدة صوته، فقال ربيعة بن مسعود " يصف تلك الحرب وصت عفيف ". " الطويل ":

فأسقط أحبال النساء بصوته ... عفيف وقد نادى بنصر فطربا

[وقول محمود الوراق " ٣٢٦،٥١٢٧ " بأي اعتذار أم بأي حجة.]

ط: يريد أن اعترف المذنب أجمل به وأجدر بأن يوجب العفو عنه، من أن يعتذر عذرا كاذبا فيقول: مادريت، والمعتذر إليه يعلم أنه قد درى، هذا بوجه الكلام، ولولا أنه أراد هذا لم يكن كلاما صحيحا، لأن العالم بشيء قد يتجاهل مداهنا منه أو بغير من الأغراض إلا ترى قول الراجز:

عن خبر لويت ... أقول لأدري وقد دريت

[وقول ابن قيس الرقيات " ٣٣٠،٥١٣٥ ":]

ش: ذكر المبرد في غير هذا الموضع فقال: عبد الله بن قيس، وكذلك قال فيه ابن سلام، والجاحظ وابن قتيبة، وقال غيرهم عبيد الله، حكاه أبو عبيد عن الإصمعي وغيره، ومنهم الكلبي قال المصعب الزبيري ناسب قريش، وبين أن له أخا شقيقا له عبد الله بن قيس، ويقال في نفسه الرقيات، قلب له، ويقال ابن الرقيات، واختلف في معتى تلقيبه بذلك، فقال ابن قتيبة: لأنه كان يشبب بثلاث نسوة يقال لهن رقية، رقية، وحكى أبو عبيد أنه سمى بذلك لأنه كان يشبب بأمرأتين يقال لهما رقية، رقية، وقال ابن سلام: إنما نسب إلى الرقيات لأن جدات له توالين تسمين رقية، فيعطى قوله أنه عنده ابن الرقيات، لا الرقيات، وقال كراع الهنائي: سمى ابن قيس الرقيات لقوله:

رقية لا رقية ... لا رقية أنها الرجل

وهو ابن قيس بن شريح " ١٠٦:ب " ابن مالك بن ربيعة بن أهيب بن ضباب بن حجير بنعبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري يكنى أبا هاشم.

[وقوله " ٣٣٠،٥١٣٦ " وقائلة تبيض والغواني.]

ط: ويروى " الوافر ":

وقاءله تقول وقد رأتني ... ترافع عارضي من القتير

القتير " الشيب، شبه بالقتير وهي رؤس المسامير، والخطر نبات يختضب به، عن الخليل.

وقوله " ٣٣٣،٥١٤٠ " لقد حسد الفرعان أصلع،

ط: ومثله لطخيم الأسدي، وكان قد حلق رأسه بالرقة " الطويل ":

وبالرقة البيضاء شيخ مسلط ... إذا خلف الأيمان بالله برت

لقد حلقوا منها غداة كأنه ... عنا قيد كرم أينعت

فاسبطرتبظل العذاري يوم تحلق لمتي ... على عجل يلقطنها حيث جزت

ولغيره:

يا بمتى ولقد خلقت جميلة ... وكرمت حين أصابك الجلمان

أمست تروق الناظرين وأصبحت ... قصصا تكون فواصل المرجان

وكان ينبغي أن يقول: بالذي يتخايل بالفرع لأن المتخابل اسم فاعل منه.

[وقوله " ٣٣٣،٥١٤١ " يغطى عمير بالعمائم لؤمها.. البيت.]

ط: في هذا معنيان أحدهما أن العرب تقول: عصب الدم برأسه وتكنى بالعار قال ذو الرمة " الوافر ":

إذا ما المرء أشب له بنات ... عصبن برأسه ابة وعازا

<<  <   >  >>