للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن لم تكن هي بعينها فأنها عديلتها ومقاربتها على تتميم المعنى المقصود بها، وهو معنىأن، فلذلك جاز أن تدل عليها ويستغنى بها في ضرورة الشعر عنها، وليس أيضا ما ذكر في قوله: " ولا أراها تزال ظالمة "،كما ذكر لأنه لو أعاد لاستحال المعنى إلى ضده، وكان معناه نفى لزوم الظلم عنها ودوامة منها، وإنما معناه أن تزال لما كانت مع ما عملت فيه حريا عن الضمير في " لا أراها "، كان النفي واقعا في المراد على الخبر الذي هو تزال، وما عملت فيه وكان التأويل: ولا أراها منفكة عن الظلم وتاركه له، وسادت هذه العبارة في الدلالة قوله: " ولا أراها تزال " ١٢٠:ألف " ظالمو " كما أنشد الأحمر فيما قاله عنه أبو عبيدة " البسيط ":

ما خلتني بعدكم صبيا ... أشكو إليكم حزازة الألم

أي خلتني انفككت من هذا، وينحو إلى هذا قول الله تعالى: " أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحيى المتوتى " فدخلت الهاء المؤكدة لنفي خبر أن، لما كانت وما عملت فيه تحت المنفى باللفظ الثاني في الظاهر وهو " يروا " من قوله " أولم يروا " وإن قيل أن المعنى في قول ابن هرمة على زيادة الولى كزيادتها في قوله تعالى " لا أقسم " وما " ما منعك ألا تسجد ".

[وقوله " ٣٨٠،٥٢٤٧ " ولا أراها تزال ظالمة.]

ط: قال الفسوي: الهاء في أراها ضمير المصدر كالتي في قوله: " وتخاله في ظهبره شيئا جديدا يمانيا " وكلتي في قوله: وما خلت أنني بيننا من مودة وقال: فأما قوله: " وما خاتبي زلت بعدكم صبيا " فعلى تقدير حذف المضاف.

قال ط: يريد أبو العباس من أن " زال " لا تستعمل دون حرف نفي، لا يجوز: زال زيد قائما، فكان يجب أن يقول: " لا تزال ظالمة " غير أنه لما زاد لا في أول البيت اكتفى بها عن تكرارها، وكأن الشاعر اراد: وأراها لا تزال، وزاد " لا " كزيادتها في قوله تعالى: " وما منعك ألا تسجد ".

وقد حكى أن من العرب من يقول: " زال زيد قائما " فعلى هذا يكون البيت صحيحا، لا حذف فيه ولا ضرورة.

[وقوله " ٣٨٠،٥٢٤٧ " كما قال التميمي: وهو اللعين المنقرى:]

" ١٢٠:ب " " لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ".

قال ش: أنشد سبيويه للأسود بن يعفر، وقال الجاحظ: ذكروا لت شعيب بن سهم بن محجن بن حزن، أغير على إبله فأتى أوس بن حجر بستنجده فقال لأوس: خير من ذلك أن أحضض لك قيس بن عاصم، وكان يقال 'ن حزن بن الحارث هو حزن بن منقر فقال أوس. " الطويل "

سائل بها مولاك قيس بن عاصم ... فمولاك مولى السوء أن لم تغير

لعمرك ما أدري أمن حزن محجن ... شعيت بن حزن أم لحزن بن منقر

[وقوله " ٣٨٠،٥٢٤٨ " قلت بهرا يكون علىوجهين.]

ش: قال ابن دريد: يقال بهرا لك فانه يدعو عليه بالغلبة فقال الشاعر:

" ثم قالوا تحبها بهرا ".... البيت.

قال الأصمعي: كنت أحسب قوله بهرا من الدعاء عليه فسمعت رجلا من أهل مكة يقول: معناه: جهرا لا أكاتم.

وقوله أي يلؤها في النجوم ليس بشيء، ولا يصح له معنى، وغنما هو بمعنى غلب نوره نرها فمحا ضوء صغارها وصبياتها أو كاد، وبهذا فسره ابن دريد فقال: بهرهالأمر يبهره بهرا " إذا " غلبه، ومنه قيل بهر القمر النجوم إذا غلبها بنوره، والقمر باهر وقد تقدم في هذا الكتاب، والقمر الباهر السماء في شعر أشده فثم يصلح تفسيره بالملئ أي يملؤه بنوره؟ ط: قال ابن الأعرابي: بهرا بمعنى عجبا.

[وقوله " ٣٨١،٥٢٥٧ " فبات النجم في مستحيرة.]

ط: روى غيره: فباتت تعد، وكلاهما جائز لأن قبل هذا البيت بأبيات " الطويل ":

وقربت الكلابي الذي يبتغى القرى ... وأمك إذ يحدى إلينا قعودها

والبيت للراعي يهجو خنزر بن اقرم.

[وقوله " ٣٨١،٥٢٥٩ " وقال الحارث بن ظالم للأسود بن المنذر " ١٢١:ألف ".]

ط: هذا غلط، إنما يقوله للنعمان بن المنذر، وكان سبب ذلك، فيما حكى يعقوب، أن بعض حشم النعمان، أغار على عياض بن بعيث، وكان جار الحارث بن ظالم، فقال الحارق للنعمان أن يرد على عياض ماله ةقال له: هو جاري، فلم يفعل فقتل الحارث ابن النعمان، وفر إلى مكة بعد أن استنفد مال عياض، ورده عليه وقال هذا الشعر وفيه يقولز " الطويل "

ظننت أبا قابوس أنك ثائر ... ولما تذق ذلا وأنفك راغم

<<  <   >  >>