للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على كل حال فقد عرفت الأندلس في خلال الحكم الإسلامي بها تطورت مخلفته في العلوم ولآداب إلى جانب حضاري ملموس وذلك أسباب ووسائل أهمها: هجرة العلماء المسلمين من الشرق إلى الأندلس.

بعثات الطلاب الأندلسيين إلى المراكز الثقافية الإسلامية في الشرق.

هجرة الكتب والمؤلفات العربية من الشرق الإسلامي إلى الأندلس.

كون العربية لغة البلاط والحكومة والشعب مما جعل العربية وعلومها وآدابها تتقدم وتزدهر تقدمها وازدهارها في العواصم الإسلامية الشرقية.

أما أخصب العصور إنتاجا وأغزرها مادة فهما العصران عصر الخلافة الأموية وخاصة عصر الخليفتين الناصر لدين الله وابنه المستنصر بالله والعصر الثاني هو عصر ملوك الطواءف. وهذا العصر الأخير هو الذي يهمنا لأنه هو عصر صاحبينا أبى الوليد والوقشي وابن السيد البطليوسي فعلينا أن ندرس بعض الجوانب لهذا العصر ونلتقط منه بعض الصور الجميلة الرائعة حتى نعرف الجو الذي عاشا فيه قم ننتقل إلى ترجمتها والدراسة لآثارهما المجيدة.

[عصر الوقشي وابن السيد البطليوسي]

[أبو محمد ابن السيد البطليوسي]

[حياته، ومؤلفاته، وشيوخه، وتلاميذه]

[صور من عصر ملوك الطوائف وبعض مميزاته]

يمتاز هذا العصر بكثرة الفتن والمعارك والحروب والاضطراب والبذخ والترف واللهو والخلاعة، كما أنه يمتاز بشدة الروح الدينية وازدهار الحركة الأدبية وكثرة العلماء والأدباء والشعراء، وشيوع فن الموشح في الشعر العربي الأندلس الذي ظهرت طلائعه في مطلع هذا العصر. أما عصر المرابطين، الذين حلوا محل ملوك الطوائف، فانه يمتاز بالتعصب الديني، وتسليط البرابرة وضعف الحركة الأدبية، وظهور الزجل من الشعر العامي. واستيلاء النساء والفقهاء على شؤون الدولة.

وهذه صور ولقطات من الحياة في عصر ملوك الطوائف

[١ - النظم الإدارية]

لم يحدث شيء جديد من النظام الإداري في عصر ملوك الطوائف، وإنما كانوا يسيرون على سنن الأمويين قبلهم حذو النعل بالنعل، وكانت نظمهم في الجملة نظما فردية جانحة إلى الاستبداد بكرامة الإنسان. ولقد أصاب الأستاذ الكبير إحسان عباس وأجاد حيث قال: " وليس هناك من تفاوت كبير بين هذه الإمارات فيما تنتهجه من نظم سياسية أو إدارية، فالسيد فيها ذو سلطان مطلق يميل في أغلب الأحيان إلى الاستبداد والاستهانة بالدماء وانتهاز الفرص، مع ميل إلى الاستكثار من أسباب الترف وضروب العمران. وهو يعتمد على وزير أو وزراء، من طبقة الكتاب، أو الفقهاء، وللوزير الكاتب مكانة هامة في الدولة لأنه اللسان المعبر عن سياستها وعلاقتها، بأسلوب لبق أو قوى. أما العلاقة بين هذا السيد والشعب، فهي علاقة الجباية، نظراً لحاجته إلى المال لإعداد الجند وغير ذلك من شؤون دولته وأسباب ترفه.

<<  <   >  >>