للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو عبد الدائم بن مرزوق بن خير، أبو القاسم القيرواني، ثم الطليطلى، كان من رواة شعر أبى العلاء المعري في المغرب، وهو شيخ ابن السيد في شعر المعري، كما صرح به في الانتصار. ولا تحدثنا المصادر التاريخية متى كان قد وفد على الأندلس، وفي أى مدينة من مدنها، كان قد اشتغل بالتدريس، ورواية شعر المعري. وأغلب الظن أنه كان بطليطلة، حيث توفي، وكان قد سافر إلى الأندلس في عصر قريب من تاريخ وفود أبى الفضل البغدادي، إلا أنه يشتهر كشهرته، ولم يحظ من العناية والاهتمام ما يترجم له به البغدادي. وهذا مما جعل أصحاب التراجم يهملون ترجمته. وذكره، ولم يترجم له إلا الصببى من المغاربة، والسيوطى من المشارقة، وذلك ضئيل، مفرط في الاجمال، والاقتضاب.

وذكره الضبي فقال: " عبد الدائم ببن مرزوق بن جبر " كذا "، القيرواني أبو القاسم توفي بطليطلة سنة ٤٧٢ " ... وترجم له السيوطي فقال: " عبد الدائم بن مرزوق القيرواني، نحوى قديم، روى عنه أبو جعفر محمد بن حكم السرقسطى، واكثر أبو حيان في الاتضاف من النقل عنه ".

ولم يذكره أحد منهما في شيوخ ابن السيد، كما لم يذكره غيرهما بين من اخذ عنهم، ولولا اعتراف ابن السيد بالسماع عنه، لما عرفنا أنه من شيوخه.

[٥ - علي بن محمد البطاليوسى]

هو علي بن احمد بن حمدون أبو الحسن المقرئ البطليوسى المعروف بابن اللطينة، وذكره ابن بشكوال فقال: " روى عن أبى عمر المقرئ وغيره، أخذ عنه شيخنا أبو محمد ابن السيد، وغيره وتوفي في العشر من المحرم سنة ست وستين وأربع مئة ببطليوس ".

[٦ - علي بن محمد البطليوسى]

على بن محمد بن السيد، أبو المحسن البطلويسى النحوي المعروف بالحيطال، أخو صاحبنا أبي محمد بن ابن السيد البطليوسى، كان مقدما في علم اللغة، وحفظها، والضبط لها.

وكان قد اخذ العلم عن ابى بكر بن الغراب، وأبى عبد الله محمد بن يونس وغيرهما، وأخذ عنه اخوه الأصغر، أبو محمد كثيرا من كتب الأدب والنحو واللغة. ولعلع هو شيخه الول في شعر أبى العلاء المعري، فقد ذكر ابن خير أن أبا محمد كان قد أخذ سقط الزند وضوءه عن أخيه، أبى الحسن علي بن محمد، عن أبي القاسم عبد الدائم بم مرزوق ابن خير القيرواني، عن أبى العلاء المعري.

وهو كشقيقه من الأدباء الشعراء، ومن شعره: " الكامل "

يا رب ليل قد هتكت حجابه ... بزجاجة وقادة كالكوكب

يسعى بها ساق أغن كأنها ... من خده، ورضاب فيه الأشنب

بدران، بدر قد أمنت غروبه ... يسعى ببدر جانح للمغرب

فإذا نعمت برشف بدر طالع ... فأنعم ببدر آخر لم يغرب

حتى ترى زهر النجوم كانها ... حول المجرة ربرب، في مشرب

والليل منحصر، يطير غرابه ... والصبح يطرده بباز أشهب

وكان ابن عكاشه. قد قبض عليه وألقاه في السجن بقلعة رباح، لأسباب لم يذكرها التاريخ، ولم يجلها البحث، ولم تزل سرا غامضا إلى اآن. ومات ابن السيد، الحيطال، معتقلا، في نحو الثمانين وأربع مئة، أو في ثمان وثمانين وأربع مئة.

[٧ - أبو الفضل الدارسى البغدادي]

هو محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أبو الفضل الدارمى، البغدادي الوزير، داعية أمير المؤمنين القائم بامر الله العباسي، ورسوله إلى المعز بن باديس صاحب افريقية، ورسول المعري في بث شعره، في بلاد افريقيه والأندلس، كان من أهل الفضل والأدب، والشعر. وهو شيخ ابن السيد في شعر أبى العلاء المعري كما صرح به في اكثر من موضع في الانتصار، وشرح سقط الزند.

<<  <   >  >>