للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الكتاب الغر، الذي يقع في ثمانية مجلدات، كل مجلد يريد من أربعين ومائتي صفحة، هو أحدث شروح الكامل، وأجودها، وأكملها، وأغرزها مدة، وأكثرها وأجزلها فائدة ونفعا. وهو من مؤلفات شيخ أدباء عصره، ونصير اللغة العربية وآدابها الشيخ الكبير سيد بن على المرصفى رحمه اللغة. وهو جهد مشكور وعمل مبرور إلا أنه، وإن كان أجود شروح الكامل وأغرها مادة، إلا أننا رأينا: ١ - أن المرصفى، رحمه الله يتناول بعض المواضع من الكامل فيشرحها شرحا طويلا لم يكن في حاجة إليه، كما أنه يتناول بعضها فيجعل القول إجمالا مع أنه كان في حاجة إلى تفصيل القول فيه وبسطه، فهو أحيانا، يمل القارىء كما أنه لا يشقى غليله في بعض الأحيان.

٢ - قد أكثر من إيراد القصائد، وحل أبيانها، فان المبرد إن أورد بيتا لمشاهير الشعراء. أورد الشيخ المرصفى القصيدة بتمامها، وضبط ألفاظها وشرحها. وهذا العمل يفيد قارىء القصائد أكثر من قارىء الكامل.

٣ - إن المرصفى رحمه الله، ينقل العبارات من المراجع اللغوية والأدبية فيوردها كما هي بدون تغيير أو تفكير. كما أنه لا يسمى مآخذه، ومراجعه إلا نادراً.

٤ - له مؤخذات على المبرد، ومعظمها ماخوذة إما عن أبن حمزة أو خزانة الأدب للبغدادي، وذلك بدون النسبة إليهما وقد زل في بعض مؤاخذاته أيضا.

٥ - ودار نقده للكامل على هذه النواحي: ١ - نقد لغوى ويبلغ ٦٠، أخذ منها عن أبن حمزة.

٢ - تنبيهات على الأغلاط في الرواية ويبلغ ٩٠، وقد أخذ منها ١٥ عن أبن حمزة.

٣ - نقد تاريخي، ويبلغ ٢٥ وأخذ منها ٦ عن أبن حمزة.

٤ - نقد المبرد في شرح الشعر، ويبلغ ٢٠ وقد أخذ ٩ منها عن أبن حمزة.

٥ - تنبيهات على الأغلاط في نسبة الشعر، وهي ٢٥ تنبيها.

٦ - مؤاخذتان نحويتان، وقد رد الأستاذ عضيمة واحدة منها.

أما المراجع التي عول عليها المرصفى رحمه الله فأهمها: كتاب الأغاني للأصفهاني وخزانة الأدب للبغدادي، وطبقات الشعراء لأبن سلام، وكتاب الشعر لابن قتيبة، ومعجم الشعراء للمرزباني، وأمالي القالي وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وغيرها وقد أستفاد من هذه الكتب في أنساب الشعراء والأعلام وتراجمهم. أما في إيراد القصائد وانشادها، وشرحها وحل لغاتها، فقد عول على المجموعات الشعرية المشهورة مثل المفضليات، وشرحها لأبن الأنباري، وحماسة أبن تمام وبعض شروحهاوالاصمعيات، وجمهرة أشعار العرب، وأشعار الهذليين، ودواوين الشعراء الجاهلين، والإسلاميين، وقداستفاد في المسائل النحوية والقواعد العربية من كتاب سيبيويه وشرح المفصل، وخزانة الأدب، وغيرها من كتب النحو. كما أنه عول على اللسان والتاج للمباحث اللغوية. وقلما يصرح بأحد منها إلا أن ذلك لا يخفي على القارىء العالم، والناقد البصير.

وأما مزايا الكتاب فهي كثيرة جدا نخص بالذكر منها: ١ - أنساب الشعراء، والرجال الآخرين، وتراجمهم، وذلك كثير، مما أصبح به الكتاب من أهم المراجع، والمصدر لتراجم الرجال، ووقائع التأريخ.

٢ - وإذا كانت روايتان أو أكثر في حادثة من الحوادث أو بيت من أبيات الشعر، نبه القارىء على ذلك، وفي بعض الأحيان سرد الروايتين، أو الروايات، إذا كانت كثيرة.

٣ - نسبة الشعر إلى قائلة، فأن المبرد إذا أنشد بيتا أو أكثر، ولم ينسبه إلى قائله، نسبه المرصفى لقائله وفي أكثر الأحيان يورد القصيدة بأسرها فيشرحها شرحا.

٤ - التنبيهات على أغلاط المبرد في شرح الأشعار، أو الممفردات اللغوية، أو الحوادث التأريخية وغيرها.

*******

[٦ - الحواشي عليه]

[١ - حاشية الكامل لأبن سراج الأندلسي]

قد ذكر الأستاذ الكبير الميمني في هامش التنبيهات " وفي الكامل حاشية لأبن سراج الأندلسي أبي مروان " الحسن والحسين جبلا رمل " ". ولم نجد ذكرا لهذه الحاشية في الكتب التي ترجمت لأبن سراج الأندلسي. وأبن سراج هذا هو عبد الملك بن سراج بن عبد الله بن محمد بن سراج، وأبو مروان القرطبي المتوفي ٤٨٩هـ، وكان إماما من أئمة اللغة في الأندلس، وهو من لذات صاحبنا أبي الوليد الوقشي. وكان بينهما مباحث علمية، وقد مرشىءمنها فقي ترجمة الوقشي.

٢ - حاشية الكامل لشخص مجهول

<<  <   >  >>