للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

خلق لَا يحصيهم إِلَّا الله وَمَا علمت أحدا من الْإِسْلَام حمل عَنهُ الْقرَاءَات اكثر مِمَّا حمل عَنهُ وَله تصانيف سائرة متقنة توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بتربته بجبل قاسيون ثمَّ ولي المشيخة بعده إِحْدَى عشرَة نفسا أخرهم فَخر الدّين ابْن الصلف وَكَانَ بهَا مشيخة دَار حَدِيث فباشرها كَمَال الدّين ابْن الشريشي فشمس الدّين الزُّهْرِيّ فعماد الدّين الْحَافِظ ابْن كثير ثمَّ بعده كثير من الْمُحدثين ثمَّ جَاءَ من درسها واكل أوقافها وَمنع حق الله وَحقّ الْعباد مِنْهَا

الْمدرسَة الصارمية

كَانَت دَاخل بَابي النَّصْر والجابية قبلي العذراوية إِلَى الشرق

قَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب وَرَأَيْت مرسوما بعتبتها بعد الْبَسْمَلَة مَا صورته

هَذَا الْمَكَان الْمُبَارك إنْشَاء الطواشي الْأَجَل صارم الدّين جَوْهَر بن عبد الله الْحر عَتيق السِّت الجليلة الْكَبِيرَة عصمَة الدّين عذراء بنت شاهنشاه رَحمهَا الله تَعَالَى وَهُوَ وقف محرم وَحبس مؤبد على الطواشي الْمُسَمّى أَعْلَاهُ مُدَّة حَيَاته ثمَّ من بعد وَفَاته فعلى الْفُقَهَاء والمتفقهة من أَصْحَاب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَالنَّظَر فِي هَذَا الْمَكَان وَالْوَقْف على الطواشي جَوْهَر الْمُسَمّى أَعْلَاهُ مُدَّة حَيَاته على مادون فِي كتاب الْوَقْف {فَمن بدله بعد مَا سَمعه فَإِنَّمَا إثمه على الَّذين يبدلونه} آيَة ٢ / ١٨١ كتب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَهِي عبارَة ركيكة فِي الأَصْل هَذَا مَا قَالَه فِي تَنْبِيه الطَّالِب

وَقَالَ القَاضِي عز الدّين أَن الَّذِي بنى الصارمية صارم الدّين ازبك مَمْلُوك قايماز النجمي

وَمَا قَالَه فِي التَّنْبِيه أولى لِأَنَّهُ ناقل عَن كتَابَتهَا الحجرية وأيا مَا كَانَ فان الْمدرسَة الصارمية قد انطمست آثارها ومحي منارها وَصَارَت منَازِل ودورا تبَاع وتشترى وَبَاب النَّصْر قد انقض بُنْيَانه وتشتتت أطلاله فَلَا يُمكن للباحث عَنْهَا أَن يَهْتَدِي إِلَى مَكَانهَا وَلَا إِلَى مَكَان جارتها العذراوية وَلَقَد وقفت فِي أَوَائِل حارة الغرباء أَمَام الْحمام الْمُسَمّى بحمام عذرا ثمَّ مشيت إِلَى جِهَة الْقبْلَة نَحوا من ثَمَان وَخمسين خطْوَة وَعند مُنْتَهَاهَا وجدت عَن يساري جدارا يُنَادي بِأَنَّهُ جِدَار مدرسة ومتصل بِهِ

<<  <   >  >>