للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقد صنف كتبا جمة مِنْهَا صفوة الْمَذْهَب من نِهَايَة الْمطلب فِي سبع مجلدات والانتصار فِي أَربع مجلدات والمرشد فِي مجلدين والذريعة فِي معرفَة الشَّرِيعَة والتبيين فِي الْخلاف فِي أَرْبَعَة أَجزَاء ومأخذ النّظر ومختصر فِي الْفَرَائِض والإرشاد فِي نصْرَة الْمَذْهَب لم يتم وَذهب فِيمَا نهب لَهُ بحلب والتنبيه فِي معرفَة الْأَحْكَام وفوائد الْمُنْذِرِيّ فِي مجلدين وَجمع جُزْءا فِي جَوَاز قَضَاء الْأَعْمَى وَقد أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب أشعارا كَثِيرَة مِنْهَا

(أآمل أَن احيا وَفِي كل سَاعَة ... تمر بِي الْمَوْتَى تهز نعوشها)

(وَهل أَنا إِلَّا مثلهم غير أَن لي ... بقايا لَيَال فِي الزَّمَان أعيشها)

وَمِمَّا يَنْتَظِم فِي سلك هَذِه التَّرْجَمَة مَا حَكَاهُ فِي الروضتين عَن الدولعي قَالَ لما مَاتَ الْحَافِظ الْمرَادِي كُنَّا جمَاعَة الْفُقَهَاء قسمَيْنِ الْعَرَب والأكراد فمنا من مَال إِلَى الْمَذْهَب وَأَرَادَ أَن يَسْتَدْعِي الشَّيْخ شرف الدّين ابْن أبي عصرون وَكَانَ بالموصل وَمنا من مَال إِلَى علم النّظر وَالْخلاف وَأَرَادَ أَن يَسْتَدْعِي القطب النَّيْسَابُورِي وَكَانَ قد جَاءَ وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاد الْعَجم فَوَقع بَيْننَا كَلَام بِسَبَب ذَلِك وَوَقعت فتْنَة بَين الْفُقَهَاء فَسمع نور الدّين بذلك فاستدعى جمَاعَة الْفُقَهَاء إِلَى القلعة بحلب وَخرج إِلَيْهِم مجد الدّين ابْن الداية عَن لِسَانه وَقَالَ لَهُم نَحن مَا أردنَا بِبِنَاء الْمدَارِس إِلَّا نشر الْعلم ودحض الْبدع من هَذِه الْبَلدة وَإِظْهَار الدّين وَهَذَا الَّذِي جرى بَيْنكُم لَا يحسن وَلَا يَلِيق وَقد قَالَ الْمولى نور الدّين نَحن نرضي الطَّائِفَتَيْنِ ونستدعي ابْن أبي عصرون والنيسابوري فاستدعاهما جَمِيعًا وولاهما مدرستين فرحمه الله من عَادل حَلِيم

الْمدرسَة الْعمادِيَّة

دَاخل بَابي الْفرج والفراديس لصيق الْمدرسَة الدماغية من جِهَة الْقبْلَة كَذَا كَانَ تَعْرِيفهَا وَقد اندرست معالمها واختفى أَثَرهَا وتنوسي ذكرهَا وَصَارَت دورا للسُّكْنَى

وَاخْتلف فِي بانيها فَقَالَ ابْن شَدَّاد بناها عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن نور الدّين وأوقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف السُّلْطَان صَلَاح الدّين انْتهى ورده النعيمي فَقَالَ إِنَّمَا الَّذِي بناها نور الدّين مَحْمُود بن زنكي لأجل خطيب دمشق أَبُو البركات الْخضر بن شبْل

<<  <   >  >>