للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الذيل وَفِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة شرع فِي تعزيل التُّرَاب من الْمدرسَة الكلاسة من الإيوان الشَّرْقِي انْتهى

وَالظَّاهِر أَن وَاقعَة تيمورلنك أتلفتها أَو جانبا مِنْهَا حينما احْرِقْ الْبَلَد وَالْجَامِع ثمَّ أُعِيدَت مدرسة وَقد درس بهَا الْكَمَال الحرستاني ثمَّ بعده ثَمَانِيَة آخِرهم شهَاب الدّين الْغَزِّي ثمَّ وَلَده

أَقُول الشهَاب الْمَذْكُور هُوَ احْمَد بن عبد الله بن بدر مفرج بن بدر بن عُثْمَان بن جَابر ابْن ثَعْلَب بن ضو بن شَدَّاد بن عَامر أَبُو نعيم العامري الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ الْقرشِي تَرْجمهُ الشَّيْخ رَضِي الدّين الْغَزِّي فِي كِتَابه تحفة الناظرين بترجمة مُطَوَّلَة وَصفه فِيهَا بسعة الْعلم وَكَثْرَة الإطلاع وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء عَظِيما وَذكر لَهُ مؤلفات كَثِيرَة مِنْهَا مَا كمل وَمِنْهَا مَا لم يكمل فَالَّذِي كمل مِنْهَا مُخْتَصر الْمُهِمَّات فِي خَمْسَة أسفار شرح الْحَاوِي الصَّغِير فِي خَمْسَة أَيْضا منسك فِي مُجَلد شرح جمع الْجَوَامِع الأصولي الْجَواب الراسي لمسالة الفاسي تَلْخِيص التَّنْبِيه وَالَّذِي لم يكمل كتاب فِي أَسمَاء رجال البُخَارِيّ قِطْعَة على منهاج النَّوَوِيّ قِطْعَة على منهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي الْأُصُول قِطْعَة على ألفية ابْن مَالك وَشرح كتاب الْعُمْدَة إِلَى أثْنَاء كتاب الصَدَاق ثمَّ تممه الرضي الْغَزِّي ولد المترجم سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بغزة ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ وَسكن دمشق فولي تدريس الكلاسة وَغَيرهَا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة المكرمة رَحمَه الله تَعَالَى

ولنرجع إِلَى مَا كُنَّا بصدده فَنَقُول أَن الكلاسة لم تزل الْأَيَّام تتقلب عَلَيْهَا حَتَّى صَاح بهَا من يمْنَع مَسَاجِد الله أَن يذكر فِيهَا اسْمه وَيسْعَى فِي خرابها سنريك أَيْدِينَا وتجاسرنا فكم من مدرسة ابتلعنا أوقافها وتركناها خاوية على عروشها ثمَّ عمرناها دَارا وَكم من مَسْجِد بعناه وأكلنا ثمنه افنتركك سَالِمَة أيتها الكلاسة افتظني أَن اعتصامك بالجامع ينفعك أَن الْجَامِع لَو كَانَ لقْمَة صَغِيرَة لأكلناه وَلَكِن يَا للأسف أَن جدرانه صَخْر لَا يبتلع ثمَّ حملُوا عَلَيْهَا حَملَة مُنكرَة فَأخذُوا ساحتها وجعلوها دَارا ثمَّ ابْتَنَوْا فِي جهاتها الثَّلَاثَة بُيُوتًا ودورا وَتركُوا الْجَانِب الغربي ساحة لعسر الْبناء فِيهِ وَاتَّخذُوا كلا من الْفَاضِلِيَّةِ والعزيزية وَمَا بَينهمَا دورا للسُّكْنَى وَبَقِي مَوضِع الطَّهَارَة من الكلاسة وحجرات علوِيَّة يسكنهَا مؤذنو الْجَامِع وَالْبَعْض مِنْهُم يُؤجر حجرته كَأَنَّهَا

<<  <   >  >>