للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صرخد وَبصرى سلمه صرخد وَأعْطى بصرى إِلَى الْحَاجِب فَارس الدولة فَأَقَامَ المترجم بصرخد إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة كَمَا فِي الروضتين وَقَالَ المؤرخ أَبُو يعلى أَصَابَهُ انطلاق بطن متدارك وَمرض مفرط وفهاق مُتَّصِل كَانَ بِهِ قَضَاء نحبه وَلما مَاتَ دفن فِي دَاره

وَقَالَ العلموي دفن بمدرسته المجاهدية الْأُخْرَى بِبَاب الفراديس انْتهى يَعْنِي بِدِمَشْق وَفِي تَنْبِيه الطَّالِب انه دفن بِصفة مدرسته فِي الْجِهَة الشمالية

قَالَ أَبُو شامة كَانَ المترجم من ذَوي الوجاهة فِي الدولة النورية مَوْصُوفا بالسخاء والبسالة والسماحة مواظبا على الصَّلَوَات وَالصَّدقَات على الْمَسَاكِين والفقراء والضعفاء جميل الْمحيا حسن الْبشر فِي اللِّقَاء وَله أوقاف على أَبْوَاب الْبر مِنْهَا المدرستان المنسوبتان إِلَيْهِ إِحْدَاهمَا الَّتِي دفن بهَا وَهِي لصيق بَاب الفراديس المجدد وَالْأُخْرَى فِي صف مدرسة نور الدّين وَله وقف على من يقْرَأ بمقصورة الْخضر بِجَانِب دمشق وَغير ذَلِك انْتهى

وَقَالَ الذَّهَبِيّ جعل لنَفسِهِ النّظر على أوقافه كلهَا واليه ينْسب السَّبع المجاهدي بالجامع بمقصورة الْخضر دَاخل بَاب الزِّيَادَة انْتهى

قلت وَقد ذهبت هَذِه الْآثَار كلهَا إِلَّا من القرطاس وَالله اعْلَم بِمن استولى عَلَيْهَا

وَحكى الصَّفَدِي أَن من وقف المجاهدية طاحونة اللوان بأواخر المزة وَذكر آخر أَشْيَاء وَقد درس بالمجاهدية منتخب الدّين الْقرشِي ثمَّ بعده أَرْبَعَة عشر مدرسا أخرهم الْبُرْهَان الْمُعْتَمد فالزين الاطرابلسي فالشمس الكفرسوسي فالشريف الْموقع الْحلَبِي ثمَّ كَانَت كأمثالها على حد قَول المعري

(الدَّهْر أَن ينصرك ينصر بعْدهَا ... ذَا احنة فيحور كل محار)

(وهواجر الْأَيَّام يسلب حرهَا ... مَا أودعته ذواهب الأسحار)

الْمدرسَة المجاهدية البرانية

بَين بَابي الفراديس واقفها الْأَمِير مُجَاهِد الدّين الْمَذْكُور سَابِقًا وَدفن فِي صفتهَا الشمالية وَقد تقدم أَنَّهَا لصيق بَاب الفراديس المجدد هَذَا مَا حَكَاهُ النعيمي والعلموي

<<  <   >  >>