للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِدِمَشْق وَكَانَ فِي زِيّ الْعلمَاء وَلم يكن فِي الْعلم بذلك ولي تدريس المقدمية الجوانية بِدِمَشْق وانتسب إِلَى واقفها وَعمر لَهُ فِيهَا سكنا فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِك قَاضِي الْقُضَاة منلا احْمَد الْكرْدِي الْأنْصَارِيّ وكشف عَلَيْهَا بِنَفسِهِ فَوَجَدَهُ قد غير فِيهَا وَبدل وَحصل لصَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ تَعْزِير ومشقة بِسَبَب ذَلِك ثمَّ إِن المترجم تزهد وتعمم بالصوف وربى شعر رَأسه وَسكن الْحُجْرَة الحلبية لصيق الْجَامِع الْأمَوِي إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة انْتهى

أَقُول ثمَّ دَار دورها إِلَى أَن تصرف بهَا وبأوقافها بَنو السفرجلاني واغتصبوها بِلَا مُنَازع وَلَا مدافع وَلم أدر بأية وَسِيلَة وصلوا إِلَيْهَا والدهر كشاف المخبآت

وَالْوَقْف على هَذِه الْمدرسَة كل من قريتي المحمدية وجسرين بغوطة دمشق

تَرْجَمَة واقفها

هُوَ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمَعْرُوف بِابْن الْمُقدم كَانَ من اكبر الْأُمَرَاء فِي دولة السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَله وقائع وأخبار ننشرها فِي الْقسم السياسي عِنْد الْكَلَام على الدولتين الصلاحية والنورية وَهُوَ الَّذِي سلم سنجار لنُور الدّين ثمَّ أمتلك بعلبك أَيَّام صَلَاح الدّين بِأَمْر مِنْهُ سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلم يمض على امتلاكه لَهَا مُدَّة حَتَّى طلبَهَا ثوران شاه من أَخِيه صَلَاح الدّين فَلم يُمكنهُ منع أَخِيه عَنْهَا فَأرْسل للمترجم يَأْمُرهُ بتسليمها فعصي بهَا وَلم يُسَلِّمهَا فَأرْسل إِلَيْهِ عسكرا وحاصره بهَا وَطَالَ الْحصار إِلَى أَن أجَاب المترجم لتسليمها على عوض فعوض عَنْهَا وتسلمها السُّلْطَان وأقطعها أَخَاهُ قَالَه صَاحب حماة فِي تَارِيخه وَلما توفّي السُّلْطَان نور الدّين وَقَامَ ابْنه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بِالْملكِ بعده وعمره إِحْدَى عشرَة سنة وَحلف لَهُ الْعَسْكَر بِدِمَشْق وَأقَام بهَا وأطاعه صَلَاح الدّين بِمصْر وخطب لَهُ بهَا كَانَ المترجم هُوَ الْمُتَوَلِي لتدبير الْملك الصَّالح وتدبير دولته وَلما رأى صَلَاح الدّين وَهُوَ بِمصْر أَن الْملك الصَّالح طِفْل لَا يقدر على النهضة بأعباء الْملك وَلَا يسْتَقلّ بدفاع الْأَعْدَاء عَن الْبِلَاد تجهز لِلْخُرُوجِ إِلَى الشَّام وَكَاتب المترجم وَوصل الْبِلَاد مطالبا بِالْملكِ الصَّالح ليَكُون هُوَ الَّذِي يتَوَلَّى أمره ويربي حَاله فَيقوم لَهُ مَا اعوج من أمره فَأَجَابَهُ المترجم لذَلِك فوصل دمشق وَلم يشق عَلَيْهِ عصى ودخلها بِالتَّسْلِيمِ فِي سنة سبعين وَخَمْسمِائة وتسلم قلعتها ثمَّ آل أَمر المترجم إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا

<<  <   >  >>