للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا بِحَسب مَا كَانَت عَلَيْهِ من قبل وَأما مَا هِيَ عَلَيْهِ بِحَسب من جِهَة جغرافيتها فان تِلْكَ الأصقاع يُقَال لَهَا بِلَاد الصومال وَهِي بِلَاد وَاقعَة فِي الشرق الْأَقْصَى من إفريقية الشمالية بَين خليج عدن وَالْمُحِيط الْهِنْدِيّ تقَابل شبه جَزِيرَة الْعَرَب من الْجنُوب وَهِي هضبة بهَا جبال مُرْتَفعَة فِي الشمَال وُجُوهًا حَار جدا فِي النَّهَار وبارد جدا فِي اللَّيْل وَلَيْسَ للأمطار فِيهَا انتظام وأنهارها وقتية تستمد من الأمطار وتبلغ مساحتها سَبْعمِائة وَخمسين ألف كيلومتر مربع ويزرع فِيهَا البن واللبان بِكَثْرَة وتجارتها رائجة مَعَ الْحَبَشَة وبلاد الْيمن واهم صادراتها الصمغ واللبان وَرِيش النعام والعاج والجلود والبن وسكانها يقدرُونَ بثلاثمائة وَخمسين آلف نفس كلهم مُسلمُونَ حمر الْوُجُوه وهم قبيلتان فَفِي الشرق الصوماليون وَفِي الغرب قبائل الجالة وَالْفَرِيقَانِ فِي قتال مُسْتَمر لاتجمعهما إِلَّا كَرَاهَة الْأَجْنَبِيّ ومقاومة الْغَرِيب وَلم يتَمَكَّن الأوربيون من دُخُول الْبِلَاد لمقاومة أَهلهَا لَهُم فاحتلوا السواحل فاختصت إنكلترا بالسواحل الشمالية الَّتِي على خليج عدن وَبَين خليج تاجورا وبندر قَاسم وهواء هَذِه السواحل جيد

ويتولى إدارتها القنصل الإنكليزي الْمُقِيم فِي بربرة ويحافظ على سلطة الْحُكُومَة فِيهَا جنود هنود ضباطهم من الإنكليز وعاصمة هَذِه المستعمرة بربرة وَهِي مَدِينَة جَيِّدَة المَاء والهواء ذَات مرفأ أَمِين وَلها تِجَارَة مَعَ الْيمن والحبشة وَكَانَت تَابِعَة لحكومة شَرْقي السودَان الْمصْرِيّ قبل اسْتِيلَاء الإنكليز عَلَيْهَا واشهر مدنها زيلع وَهِي ميناء تجارية على خليج عدن وبلهار مثلهَا

وَأما شواطيء الْمُحِيط الْهِنْدِيّ فالنفوذ فِيهَا لإيطاليا واشهر المدن فِيهَا بروه مركه ومغدوش

ثمَّ إِن إنكلترا أَرَادَت بسط سلطتها على قبائل الصومال الداخلية كَمَا هِيَ عَادَتهَا ليقوى سلطانها هُنَاكَ وليقوى نفوذها فِي شَرْقي إفريقية فَأخذت ترسل وسواسها وتتبع طريقتها إِلَى أَن دخلت بِحجَّة مقاومة المنلا أحد رُؤَسَاء هَذِه الْقَبَائِل وَمَا زَالَت تتوسع فِي مطاردته وتحاوله وتطاوله إِلَى أَن تمّ لَهَا مَا أَرَادَت وحازت على مَا شَاءَت وَشاء لَهَا الْحَظ وهمجية السكان وتفرق الْكَلِمَة وتشعب الآراء وَالله يقْضِي مَا يُرِيد وَيفْعل مَا يَشَاء

<<  <   >  >>