للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَقْصُورَة الْحَنَفِيَّة

كَانَت هَذِه الْمَقْصُورَة بالجانب الغربي من الْجَامِع الْأمَوِي وَكَانَ محراب الْحَنَفِيَّة فِيمَا سلف بَين بَاب الزِّيَادَة وَهَذِه الْمَقْصُورَة ثمَّ تَغَيَّرت وأوقف بهَا درسا القَاضِي فَخر الدّين كَاتب الممالك وَهُوَ مُحَمَّد بن فضل الله نَاظر الجيوشبمصر أَصله قبْطِي ثمَّ أسلم وأوقف أوقافا كَثِيرَة وَجعل جِهَات احسان وبر إِلَى أهل الْعلم واليه تنْسب الْمدرسَة الفخرية بالقدس توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

حرف النُّون

الْمدرسَة النورية الْكُبْرَى

موضعهَا كَانَ يُسمى بالخواصين وَهِي مَعْرُوفَة الْآن مَشْهُورَة فَلَا نطيل الْكَلَام على وصفهَا قَالَ النعيمي كَانَ موضعهَا قَدِيما دَارا لمعاوية بن أبي سُفْيَان وَكَانَت لمعاوية دَار ثَانِيَة بِبَاب الفراديس تَحت السَّقِيفَة يُقَال أَنَّهَا الدَّار الْمَعْرُوفَة الْآن بِابْن الْمُقدم انْتهى يَعْنِي الْمحلة الَّتِي بهَا الْمدرسَة المقدمية وَيُؤْخَذ من كَلَام الذَّهَبِيّ أَن دَار مُعَاوِيَة بالخواصين صَارَت لهشام وَفِي الْكَوَاكِب الدرية أَنَّهَا صَارَت بعده لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك وَلم تزل تنْتَقل من يَد إِلَى يَد إِلَى أَن بنى بَعْضهَا الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن نور الدّين مَحْمُود بن زنكي الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة الْآن بالنورية بناها لأَصْحَاب الإِمَام أبي حنيفَة ثمَّ نقل وَالِده إِلَيْهَا فدفنه فِي قبر مَعْرُوف بِهِ بعد أَن كَانَ مدفنه فِي القلعة وَفِي الْمدرسَة يَقُول عرقلة الشَّاعِر الْمَشْهُور

(ومدرسة سيدرس كل شَيْء ... وَتبقى فِي حمى علم ونسك)

(تضوع ذكرهَا شرقا وغربا ... بِنور الدّين مَحْمُود بن زنكي)

(يَقُول وَقَوله حق وَصدق ... بِغَيْر كِنَايَة وَبِغير شكّ)

(دمشق فِي الْمَدَائِن بَيت ملكي ... وهذي فِي الْمدَارِس بَيت ملكي)

أَقُول صُورَة مَا هُوَ مَكْتُوب على اسكفة بَابهَا بعد الْبَسْمَلَة

أنشأ هَذِه الْمدرسَة الْمُبَارَكَة الْملك الْعَادِل الزَّاهِد نور الدّين أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن زنكي ابْن آق سنقر ضاعف الله ثَوَابه ووقفها على أَصْحَاب الإِمَام سراج الْأمة أبي حنيفَة

<<  <   >  >>