للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَتِمَّة فِي ذكر البيمارستانات

يحسن بِنَا أَن نردف الْكَلَام على مدارس الطِّبّ بِمَا كَانَ فِي دمشق من البيمارستانات لِأَنَّهَا بنيت للغاية الَّتِي بنيت لأَجلهَا مدارس الطِّبّ وَزِيَادَة وَهِي أَنَّهَا كَانَت مأوى المرضى ومجتمع العقاقير فَنَقُول

البيمارستان الصَّغِير

قَالَ ابْن شقدة فِي منتخب شذرات الذَّهَب البيمارستان الصَّغِير بِدِمَشْق اقدم من البيمارستان النوري وَكَانَ مَحَله قبلي مطهرة الْجَامِع الْأمَوِي وَأول من عمره بَيْتا وَخرب رسوم البيمارستان مِنْهُ أَبُو الْفضل الأخنائي ثمَّ ملكه بعده أَخُوهُ الْبُرْهَان الأخنائي وَهُوَ تَحت المئذنة الغربية بالجامع الْأمَوِي من جِهَة الغرب وينسب إِلَى انه عمَارَة مُعَاوِيَة وَابْنه انْتهى قلت وَلَا رسم لَهُ الْآن وَلَا طلل

[البيمارستان النوري]

بناه الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي وأوقف عَلَيْهِ جملَة كَبِيرَة من الْكتب الطبية وَكَانَت فِي الخزانتين اللَّتَيْنِ فِي صدر الايوان وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي تَرْجَمته وَهُوَ مَشْهُور لم يزل إِلَى الْآن وَقد كَانَ الْأَطِبَّاء يردون اليه وينام فِيهِ المرضى إِلَى قرب الثلاثمائة بعد الْألف إِلَى أَن عمرت الْحُكُومَة مستشفى الغرباء بمحلة البرامكة وتناوبته الْأَطِبَّاء وقصده المرضى من الْفُقَرَاء والغرباء فاتخذته الْحُكُومَة مدرسة للإناث فَلم يَنْقَطِع مِنْهُ النَّفْع فرحم الله بانيه واسكن روحه فراديس الْجنان

[البيمارستان القيمري]

هُوَ بالصالحية بِدِمَشْق بِالْقربِ من جَامع الشَّيْخ مُحي الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ الطَّائِي الْحَاتِمِي الاندلسي وَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْآن وَلكنه قد تناولته يَد المختلسين وعَلى بَابه مَكْتُوبَة أوقافه وَاسم بانيه وَهُوَ يَدْعُو أهل الهمة والغيرة لترميمه وَالِانْتِفَاع بِهِ وَلَو بجعله مدرسة وسأتشبث بذلك إِن أعانني الله تَعَالَى

<<  <   >  >>