للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن السِّيرَة كريم السريرة وَلما تولى وَلَده صَلَاح الدّين مصر استدعاه وَكَانَ فِي دمشق فِي خدمَة نور الدّين مَحْمُود فاستأذنه فَأذن لَهُ فَلَمَّا قدم على وَلَده أَرَادَ ان يخلع الامر إِلَيْهِ فكره وَلما مَاتَ نجم الدّين دفن عِنْد أَخِيه فِي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقلا سنة تسع وَسبعين الى الْمَدِينَة المنورة قَالَه فِي شذرات الذَّهَب وَقَالَ الاسدي أوقف نجم الدّين بِمصْر خانقاه ومسجدا وقناة بِبَاب النَّصْر وَكَانَ ابوه من أهل دوين بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الْوَاو بَلْدَة بآخر أذربيجان تجاور بِلَاد الكرخ وشاذي اسْم اعجمي مَعْنَاهُ فرحان وَكَانَ من أَبنَاء أعيانها وَكَانَ صديقا لكَمَال الدولة فاستصحبه مَعَه لما ولي نِيَابَة بَغْدَاد واعطى السُّلْطَان أَبَاهُ شاذي قلعة تكريت فَلم يزل بهَا الى ان توفّي فتولاها وَلَده أَيُّوب فَقَامَ بهَا حق الْقيام فشكره بهروز وَأحسن اليه وَفِي القلعة ولد صَلَاح الدّين ثمَّ خرج الى الْموصل فَأكْرمه زنكي وَالِد نور الدّين ثمَّ استنابه على بعلبك ثمَّ استدعاه وَلَده صَلَاح الدّين الى مصر كَمَا مر قَالَ الاسدي وَكَانَ رجلا دينا مُبَارَكًا كثير الصَّدقَات سَمحا كَرِيمًا وافر الْعقل قَلِيل الْكَلَام جدا لَا يتَكَلَّم الا للضَّرُورَة

[الخانقاه الناصرية الأولى]

أَنْشَأَهَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن الْملك الْعَزِيز مُحَمَّد غَازِي بن أَيُّوب بسفح قاسيون بجوار تربته على نهر يزِيد قَالَه ابْن شَدَّاد وَتقدم الْكَلَام عَلَيْهَا فِي دور الحَدِيث وَلَا بَأْس هُنَا بإيراد تَرْجَمته مختصرة عَن شذرات الذَّهَب

الْملك النَّاصِر

هُوَ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن الْعَزِيز مُحَمَّد ابْن الظَّاهِر غَازِي ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين صَاحب الشَّام ولد سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وسلطنوه بعد ابيه سنة اربعة وَثَلَاثِينَ ودبر الملكة شمس الدّين لولو وَالْأَمر كُله رَاجع الى جدته صَفِيَّة ابْنة الْعَادِل فَلَمَّا مَاتَت سنة اربعين اشْتَدَّ النَّاصِر فَفتح لَهُ عسكره حمص وتملك دمشق بِلَا قتال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فوليها عشر سِنِين وَكَانَ حَلِيمًا جوادا حسن الاخلاق محببا الى الرّعية فِيهَا عدل فِي الْجُمْلَة وَقلة جور وصفح وَكَانَ النَّاس مَعَه فِي بلهنية من الْعَيْش لَكِن مَعَ إدارة الْخمر وَالْفَوَاحِش وَكَانَ للشعراء دولة فِي أَيَّامه

<<  <   >  >>