للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَثِيرَة وَأخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم برهَان الدّين بن مُفْلِح وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ لَهُ قلم حسن مَعَ جودة الْخط ألف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَهُوَ أجلهَا وَكَانَ بشوشا متصدرا لقَضَاء الْحَوَائِج وَكَانَت كَلمته مسموعة فِي الدولة الشرفية والظاهرية وألزم بالْكلَام على مدرسة الشَّيْخ أبي عمر والبيمارستان القيمري فَحصل بِهِ غَايَة النَّفْع من عمَارَة جهاتهما وَعمل مصالحهما وَكَانَ يرغب النَّاس فِي نفع الْفُقَرَاء بِكُل طَرِيق توفّي آخر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَدفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا عِنْد بَاب الزاوية وَحصل فِي أَمر الزاوية أُمُور وتولاها من لَا يَسْتَحِقهَا شرعا انْتهى

وَقَالَ فِي شذرات الذَّهَب مَا ملخصه هُوَ الصُّوفِي القادري شيخ الطَّرِيقَة وَمن مؤلفاته نزهة النُّفُوس والأفكار فِي خَواص النَّبَات وَالْحَيَوَان والأحجار وَكتاب الدّرّ الْمُنْتَقى الْمَرْفُوع فِي أوراد الْيَوْم وَاللَّيْلَة والأسبوع والمولد الشريف وَقَالَ جمال الدّين ابْن الْمبرد أعظم زَوَايَا الصالحية زَاوِيَة ابْن دَاوُد وَهِي كَانَ قد بناها وَالِده الشَّيْخ أَبُو بكر فزادها وَلَده الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن ووسعها وَجعل لَهَا الْأَوْقَاف والمرتبات وَجعل لَهَا مدارا للْمَاء وصهريجا ومنارة جَيِّدَة ومسجدا وخلاوي وميضأة وبيتا للكتب الْمَوْقُوفَة ومساكن للنِّسَاء ورتب بهَا اماما ومؤذنا وقيما وواعظا حَتَّى صَارَت من محَال الدُّنْيَا الغريبة يُقَام فِيهَا الذّكر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ويقصدها النَّاس من كل جِهَة وَيجْعَل لَهُم ألوان الاطعمة ورتب فِيهَا الأوراد كل يَوْم وَلَيْلَة وَله ورد الْمسَاء والصباح الَّذِي يقْرَأ فِي غَالب بِلَاد الاسلام وَعمر خَانا بِقرب الحسينية من وَادي بردى على طَرِيق بعلبك وعزل عقبَة دمر وَغَيرهَا من الطَّرِيق وَعمر مدرسة الشَّيْخ ابي عمر لما كَانَ مُتَوَلِّيًا عَلَيْهَا وَكَذَا البيمارستان القيمري وَكَانَ نَفعه عَاما خُصُوصا فِي خلاص المظلومين من الظَّالِمين توفّي عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وقبره مَشْهُور مَقْصُود للزيارة انْتهى

وَقَالَ العلموي تولى هَذِه الزاوية بعد موت منشئها الشَّيْخ قَاسم الديري الصُّوفِي وَكَانَ رجلا جيدا ثمَّ تولاها ابْن بنته عَليّ بن عمر الصَّالِحِي البانياسي وَكَانَ قد ركبته دُيُون فَجعل يُطَالب بهَا ويضيق عَلَيْهِ فيتسلم أوقافها أَصْحَاب الدُّيُون والأواجير مِنْهُ فتلاشى أمرهَا وَأمر وَقفهَا ثمَّ اضمحل حَالهَا بعد ذَلِك جدا

<<  <   >  >>