للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التربة العادلية الجوانية]

هِيَ بِالْمَدْرَسَةِ العادلية الْكُبْرَى تجاه الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة انشأها الْملك الْعَادِل ابو بكر ابْن ايوب بن شاذي قَالَ فِي منتخب الشذرات ولد ببعلبك حَال ولَايَة أبيَّة عَلَيْهَا وَنَشَأ فِي خدمَة نور الدّين مَعَ ابيه وَكَانَ اخوه صَلَاح الدّين يستشيره ويعتمد على راية وعقله ودهائه وَلم يكن اُحْدُ يتَقَدَّم عَلَيْهِ عِنْده ثمَّ انْتَقَلت بِهِ الاحوال وَاسْتولى على الممالك وسلطن ابْنه الْكَامِل على الديار المصرية وَابْنه الْمُعظم على الشَّام وَابْنه الاشرف على الجزيرة وَابْنه الاوحد على خلاط وَابْن ابْنه المسعود على الْيمن وَكَانَ ملكا جَلِيلًا سعيدا طَوِيل الْعُمر عميق الْفِكر بعيد الْغَوْر جماعا لِلْمَالِ ذَا حلم سؤدد وبر كثير وَكَانَ يضْرب الْمثل بِكَثْرَة اكله وَله نصيب من صَوْم وَصَلَاة وَلم يكن محببا الى الرّعية لمجيئه بعد الدولتين النورية والصلاحية وَقد حدث عَن السلَفِي وَخلف سَبْعَة عشر ابْنا تسلطن مِنْهُم الْكَامِل والمعظم والأشراف والصالح وشهاب الدّين غَازِي صَاحب ميافارقين وَتُوفِّي فِي سَابِع جمادي الاخرة سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة انْتهى وَقَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ الْعَادِل خليقا بِالْملكِ حسن التَّدْبِير حَلِيمًا صفوحا مُجَاهدًا عفيفا متصدقا آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر انْتهى وَقَالَ عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ بعد ان اطنب فِي مدحه كَانَ لَهُ نظر فِي العواقبوحب لِلْمَالِ وحظ فِي النَّصْر على الْأَعْدَاء كثير الْأكل جدا كم اتخذ أعداؤه الْحِيلَة لقَتله فخابوا وَسَتَأْتِي تَرْجَمته مفصلة فِي الْقسم السياسي

وَمِمَّنْ دفن فِي هَذِه التربة يَعْقُوب بن الْملك الْعَادِل ويلقب بِالْملكِ الْمعز كَانَ فَاضلا وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة

[المرسي]

وَمِمَّنْ درس بهَا الْقَاسِم بن احْمَد بن موفق بن جَعْفَر المرسي اللوذقي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمُتَكَلّم شيخ الْقُرَّاء بِالشَّام ولد سنة خمس وَسبعين وخممسمائة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وَسمع الحَدِيث وَكَانَ عَارِفًا بالاصلين والعربية أقرا واشتغل مُدَّة وصنف التصانيف ودرس بالعزيزية نِيَابَة وَولي مشيخة الاقرار والنحو بالعادلية وَشرح الشاطبية توفّي فِي رَجَب سنه احدى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة

<<  <   >  >>