للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبر وَقَول عز الدّين الْحلَبِي أَن الَّتِي أنشأتها بنت نور الدّين أرسلان بن أتابك صَاحب الْموصل لَيْسَ بِصَحِيح وَفِي لَيْلَة وفاتها كَانَ وقف مدرستها وتربتها بِالْجَبَلِ كَمَا قَالَه أَبُو شامة وَتوفيت سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة ودفنت فِي تربَتهَا بمدرستها

وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصر تَارِيخ الْإِسْلَام مَاتَ صَاحب الْموصل سنة سبع وسِتمِائَة وَهُوَ نور الدّين أرسلان وَكَانَ شهما مهيبا فِيهِ ظلم وجبروت وَكَانَ حكمه ثَمَانِيَة عشر عَاما وَبنى مدرسة للشَّافِعِيَّة فِي غَايَة الْحسن وَقَالَ ابْن الْأَثِير

قَالَ وزيره مَا قلت لَهُ فِي فعل خير إِلَّا بَادر إِلَيْهِ

قَالَ ابْن خلكان كَانَ شهما عَارِفًا بالأمور تحول شافعيا وَلم يكن فِي بَيته شَافِعِيّ وَله مدرسة قل أَن يُوجد مثلهَا فِي الْحسن

وَحَاصِل هَذَا أَن البانية لَهَا ترْكَان وَكَانَ المساعد لَهَا زَوجهَا الْأَشْرَف وَاحِد بني اتابكومن كَلَام الذَّهَبِيّ يعلم أَن البانية لَيست بنت صَاحب الْموصل لتقدم وفاتها على ترْكَان فَتَأمل

الْمدرسَة الأسعردية

كَانَت بالجسر الْأَبْيَض وَقد أَنَاخَ عَلَيْهَا الزَّمَان بكلكله كأخواتها من الْمدَارِس وَذهب اسْمهَا إِلَّا من القرطاس

قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الذيل وَفِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة خربَتْ ثَلَاثَة مسَاكِن هِيَ احسن مسَاكِن دمشق الدهشة وبستان النشوة على حافة نهر تورا بِالْقربِ من الربوة وبستان ابْن جمَاعَة بالمزة وَلَكِن هَذَا الثَّالِث نقلت آلَته إِلَى مدرسة الخواجا إِبْرَاهِيم ابْن الاسعردي وانتفع النَّاس بهَا وَفرغ من عمارتها سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَت فِي غَايَة الْحسن ورتب بهَا وظائف كَثِيرَة اهـ

والدهشة والنشوة قصران عظيمان كَانَا فِي الْبَسَاتِين وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِمَا عِنْد الْكَلَام على متنزهات دمشق

<<  <   >  >>