للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(منَازِل الْمجد من سكانها دثر ... قد غيرتهم صروف بالفتى عسر)

(هَب الدّيانَة لَا ترعى فمالهم ... حق الْمُرُوءَة لَا يرعوا وان كَثُرُوا)

(لَا يجلبون لضيف طَارق غمرا ... إِلَّا وَثمّ نفوس للقرى خثروا)

(انحن افضل أم أَشْيَاء جامدة ... أضحت لَدَيْهَا الْعين والأثر)

إِلَى أَن أضحت فِي زَمَاننَا هَذَا دَارا للسُّكْنَى يسكنهَا جمَاعَة من بني التغلبي ومحلها الْآن الأن بزقاق السَّبع طوالع من ثمن الْعِمَارَة وملاكها الْآن يُقِيمُونَ بهَا فِي الساحة البرانية مِنْهَا حفلة للأذكار على الطَّرِيقَة الشيبانية كل لَيْلَة جُمُعَة من الْأَشْهر الثَّلَاثَة رَجَب وَشَعْبَان ورمضان

تَرْجَمَة واقفها

بناها الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب وَبنى بِمصْر أَيْضا الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بمنازل الْعِزّ قَالَ ابْن كثير وَله بحماة مدرسة هائلة ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ بطلا شجاعا لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة فِي قتال الإفرنج مَعَ عَمه صَلَاح الدّين وَكَانَ يُحِبهُ وَهُوَ الَّذِي أعطَاهُ حماة وَقد استنابه بِمصْر مُدَّة وَأَعْطَاهُ المعرة والسليمية وَكفر طَابَ وميافارقين واللاذقية وجبلة ثمَّ أعطَاهُ حران والرها فَسَار إِلَى تِلْكَ الْبلدَانِ فِي سَبْعمِائة فَارس وَكَانَ عالي الهمة فقصد مَدِينَة جابي فحاصرها وافتتحها فَلَمَّا سمع بكتمر صَاحب أخلاط بِهِ سَار لقتاله فِي أَرْبَعَة آلَاف وَأَرْبَعمِائَة فَارس والتقوا فَلم تثبت عَسَاكِر أخلاط وانهزموا فَتَبِعهُمْ المظفر واخذ قلعة بكتمر ونازل أخلاط وحاصرها فَلم ينل مِنْهَا غَرضا لقلَّة عسكره وَفِي الْقسم الأول من هَذَا الْكتاب مَا يكون ابْسُطْ من هَذَا

قَالَ ابْن وَاصل كَانَ المظفر عمر شجاعا جوادا شَدِيد الْبَأْس عَظِيم الهيبة وَكَانَ من أَرْكَان الْبَيْت الأيوبي وَكَانَ عِنْده فضل وأدب وَله شعر حسن أُصِيب السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِمَوْتِهِ لِأَنَّهُ كَانَ من اعظم أعوانه على الشدائد قَالَ فِي مرْآة الزَّمَان وَله ديوَان شعر وَمن شعره قَوْله

<<  <   >  >>