للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد لاح للساري " سهيلٌ " كأنه ... على كل نجمٍ في السماءِ رقيبُ

وقال أيضاً:

وكأن الراح لمّا مُزجت ... حُليت بعد عقيق ذهبا

وتخال الظبيَ إذ طاف بها ... بعد أن أعطاكها مختضبا

مزجوها قهوةً مُحمرةً ... فأثار الماءُ فيها حببا

مرحباً بالبدر لما حملت ... كفه شمساً بليل مرحبا

آخر:

ادنُ من الدنِّ بي فِداك أبي ... واشرب وهات الكبير وانتخبِ

أما ترى الطلَّ كيف يلمع ف ... عيون نورٍ يدعو إلى الطرب

والصبح قد جُردت صوارمه ... والليل قد هَّم منه بالهرب

فهاتها كالعروس مُحمرة الخدينِ ي مِعجرٍ من الذهبِ

كادت تكون الهواء في أرج العنبرِ لو لم تكن من العِنب

وقال ابن المعتز:

أدر الكأس علينا ... أيها الساقي لِنطرب

ما ترى الليل تولى ... وضياءُ الصبح يقرب

والثريا مثل كأسٍ ... تارة تطفو وترسُبْ

فكأن الشرقَ يسقس ... وكأن الغربَ يشربْ

وقال:

أما ترى يومنا قد جاء بالعجب ... فلا تعطله من لهوٍ ومن طرب

فقام مثل قضيبٍ حركته صباً ... حلوُ الشمائل مطبوعٌ على الأدب

يزف كأساً، بمنديل، متوَّجةً ... ورأسها فضةٌ والجسمُ من ذهب

[حرف التاء]

وخاتمي سما في فرع مكرمةٍ ... من معشرٍ خلقوا في الجود غاياتِ

ناديته بعدما مال النجوم وقد ... صاح الدَّجاج ببشرى الصبح مرَّاتِ

فقام والليل يجلوه النهار كما ... جلا التبسُّم عن دُرِّ الثَّنياتِ

يا أحمد المرتجى في كل نائبةٍ ... قم سيدي نعصِ جبار السماوات

وهاكها قهوةً صهباءَ صافيةً ... منسوبةً لقرى هيتٍ، وعاناتِ

ألزُّه بحمياها وأبسطه ... باللين طوراً، وبالتشديد تاراتِ

حتى تغنى وما تمَّ الثلاثُ له ... حلوَ الشمائلِ، محمودَ السجيَّات:

" يا ليت حظي من مالي ومن ولدي ... أني أُجالس لبنى بالعشيات "

وقال أيضاً:

يا رُبَّ خمَّارةٍ بالفم حانتُها ... عادية ذات أطمارِ مهاريت

في روضةٍ من رياض الفم مشرقةٍ ... تنوح فيها مشاكيل الفواخيت

نبهتها سُحرةً والليل معتكر ... والديك يخلط تصفيقاً بتصويتِ

فأوجست خيفةً مني وما علمت ... أني طروقٌ لرباتِ الحوانيتِ

فقلت: عندك خمرٌ تُمتعين بها ... يكون حكمكِ فيها كلَّ ما شيتِ

قالت: أصبت المنى من عاتقٍ عُتقت ... في الدنِّ من صاحب اليقطين والحوتِ

فودجت خصْر دنٍّ في زجاجتها ... فأبرزت قهوةً في لونياقوت

فقلت لما رأيتُ الخمر مقبلةً تجلو الظلام: ألا يا خمرُ، حُيِّيتِ

ترى لها في أعالي كأسها حدقاً ... بلا جفونٍ كأحداق المباهيت

يرفضُّ منها شرار كلّما مُزجت ... كالشهب تنقضُّ في إثر العفاريت

ترى وجوههم منها إذا سكروا ... [منها] تلألأ حسناً كالمصاليتِ

وقال أيضاً:

وحامل كأساً على كفه ... صبغتها تقرب من صبغته

حبابها كالدر من ثغره ... زطعمها كالعذب من ريقته

وانتشرت أنفاسها بيننا ... فخلتها تصدر عن نكهته

فهو إذا غابت بديلٌ لها ... وهي بديلٌ منه في غيبته

وقال ابن المعتز:

ومدامة يكسو الزجاج شعاعها ... حُللا مُذهبة إذا ما سُلتِ

حُبست ولم تر غيرها في دنها ... فتعطرت من نفسها، وتحلتِ

قد حثَّني بكئوسها ذو عغُنَّةٍ ... صامت له صور الملاح وصَلَّتِ

وقال أيضاً:

بُدلت من ليل كظل حصاةِ ... ليلاً كظل الرُّمح غير مواتي

وتجارب الإنسان عدة عقله ... لحوادث الدهر الذي هو آتِ

<<  <   >  >>