للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نزلنا منزل الحسن بن وهب ... وقد درست مغانيه القِفارُ

تلقينا الشتاء به وزرنا ... بنات اللهو إذ قرب المزار

تنازعنا المدامة وهي صرفٌ ... وأعجلنا الطبائخ وهي نار

ولم يك ذاك سخفاً غير أني ... رأيت الشرب سخفهم الوقار

وقال الأمير تميم:

قد اجتمع البستان والروض والخمرُ ... وحُركت الأوتار وارتفع الزمرُ

فما لك لا تعدو على الراح عدوة ... يبيحُك فيها كل كا تشتهي السكر

هل العيش إلا قينةٌ ومدامةٌ ... وساقٍ مليحٌ ليس يُعصى له أمرُ

فبادر بقايا العمر ما دمت قادراً ... وما جرَّ أرسان البقاء لك العمر

وقال:

ومودعةٍ بطن مغبرةٍ ... تحدث عن عهد سابورها

حججنا إلى بيت خمارها ... لنشربها في معاصيرها

سلاف تسلف منها الزمان ... قواها وأبقى على خيرها

يقبل منها النديمُ الصباح ... ويصبغ كميه من نورها

فلا تعذر النفس في تركها ... فلست عليه بمعذورها

وشاطرة الزِيّ مخطوفة ... إذا برزت في زنانيرها

أدارت علينا كئوس المدام ... وتأثيرها فوق تأثيرها

كأن لبانة الحاظها ... تحاول بسط معاذيرها

[و] لا خير في الراح إن لم تُعَنْ ... بسقم الجفون وتفتيرها

وقال كشاجم:

أتلفت مالي في العُقار ... وخرجت فيها عن عقاري

قالوا الشهادة بالعشيّ ونحن في صدر النهار

فاجبتهم ردوا الكتاب ولا تُعنوا بانتظاري

لو كنت أخرج بالعشي لما سمحتُ ببيع داري

صريع: سقِّني من معتقات الخمور إن يوم الأثنين يومُ سرور

عاطنيها حمراء، مثل دم الخش ... ف عليها كاللؤلؤ المنثور

لا تُطل حبسها عليَّ وخذها ... واسقني واسق صاحبي بالكبير

قد جعلنا الإثنين عيداً جديداً ... واتخذناه جنَّة للدهور

ديك الجن:

بها غير معدول فداوِ خُمارها ... وصل بعشيات، الغبوق ابتكارها

ونل من عظيم الردف كل عظيمة ... إذا ذكرت خاف الحفيظان نارها

وقم أنت فاحثث كأسها غير صاغرٍ ... ولا تسق إلا خمرها وعُقارها

فقام تكاد الراح تخضب كفَّهُ ... وتحسبه من وجنتيه استعارها

ظللنا بأيدينا نتعتعُ روحها ... وتأخذ من أقدامنا الراح ثارها

موردة من كف ظبي كأنما ... تناولها من خده فأدارها

وقال حاتم الطائي:

أماوي إما مِتُّ فاسعي بنطفةٍ ... من الخمر ريَّا فانضحن بها قبري

فلو أن عين الخمر في رأس شارف ... من الأسد وردٍ لاعتلجنا على الخمر

إسماعيل بن صالح بن علي:

ما ترى في اصطباحنا من عقار ... ونعيم بوجه شمس النهار

وسجود إلى جبين هلالٍ ... طالع من سحائب الأزرارِ

وصلاة على صريع مدام ... صعقٍ بين ألسن الأوتار

وسماء منهلة بكباءٍ ... في رياض من نرجس وبهارِ

وقال الأمير تميم:

وراح تخضب الراحات ورساً ... وتفتق طيلسان الليل نورا

كأن الماء يطربها فتبدي ... إذا مزجت به دراً نثيرا

بدت في الكأس للندماء شمساً ... وفاحت في أُنوفهم عبيرا

وكانت قهوةً صِرفاً فلما ... أداروها شربنا [ها] سرورا

فلم أر مثلها أنفى لهم ... إذا شربت ولا أحلى سُدورا

وقال نفطويه:

قمر طالع وكأسٌ تدور ... ونعيم ولذة وسرور

فأقلوا المزاج، واستعملوا الصرف، وهاتوا الكبير، هذا صغيرُ

قد مضى الليل والعقول صحاحٌ ... وزقا الديك والكلام كثير

أفقدونا عقولنا ساعة إذ ... في افتقاد العقول عيش غرير

حرف الزاي

<<  <   >  >>