للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دع الدنيا فللدنيا أُناسُ ... ألذُّ العيش إبريقٌ وطاسُ

وصافيةٍ لها في الرأس لينٌ ... ولكن في النفوس لها شماسُ

كأن يد النديم تديرُ منها ... شعاعاً لا يحيط عليه كاسُ

معتقةٍ إذا مزجت أضاءت ... فأمكن قابساً منها اقتباس

تخال بعين شاربها نُعاساً ... وليس سوى المدام به نعاسُ

عبد الله بن المعتز:

سقاني الخمر من يده سُحيراً ... وفي أجفانه مرضُ النعاس

ويسراه مقرطقةٌ بكوزٍ ... ويُمناه مُتوجةٌ بكاسِ

وقال:

غدوت إلى كاسِ ورحت إلى كاسِ ... ولم أر فيما تشتهي النفس من باس

ومشتبهٍ بالبدر في أعين الورى ... من الناس إلا أنه أملحُ الناس

سقاني خمراً من يديه ولحظه ... فأسكرني سكرين من بين جُلاسي

إذا جاد لي عند الخِلاس بقبلةٍ ... وجدتُ لها برداً على حر أنفاسي

وقال تميم:

ناولتها شبه خدَّيها معتقةً ... خمراً كأن سناها ضوءُ مقياسِ

فقبلتها وقالت وهي ضاحكةٌ ... وكيف تسقي خدود الناس للناسِ

قلت اشربي إنها دمعي وحمرتها ... دمي وطابخها في الكأس أنفاسي

قالت إذا كنت من حبي بكيت دماً ... فسنيها على العينين والراسِ

يا ليلةً بات فيها البدر معتنقي ... وباتت الشمس فيها بعض جُلاسي

وبت مستغنياً بالثغر عن قدحٍ ... وبالخدود عن التفاح والآسِ

ابن المعتز:

وعاقد زنار على غُصنُ الآس ... مليح دلال مُخطف الكشح مياس

سقاني عقاراً صبَّ فيها مزاجها ... فاضحك عن ثغر الحباب فم الكاس

وقال:

اشرب فقد دارت الكئوسُ ... وفارقت يومك النحوسُ

في كل يومٍ جديدُ روضٍ ... عليه دمعُ الندى حبيسُ

ومأتم في السماء يبكي ... والأرض من تحته عروسُ

الصنوبري

يا نديمي دع المكاس وهاك الراح خذها ولات حين مكاس

لم تشعشع في الكأس إلا كستنا ... حللاً من شعاعها في الكاسِ

هاكها عُصفرية اللون إلا ... أنها عنبرية الأنفاس

الأمير تميم:

قد دعانا إلى الصبا الناقوسُ ... حين حنَّت إلى الصباح النفوسُ

ورداء الهواء قد رقَّ حتى ... كاد يخفى نسيمه المحسوس

وكأن الصباح والليل لمَّا ... أسفر الفجر أسعد ونحوسُ

حبذا الراح كلما شيع الراح بألحاظه الغزال الأنيس

واستحث الكئوس وهي صباحٌ ... وسقانا المدام وهي شموسُ

وقال:

طاب شربُ الخندريس ... ومعاطاةُ الكئوسِ

بسماع يخلق اللذات في سرِّ النفوس

من وجوه زاهراتٍ ... لم تكدر بعبُرس

علي بن جبلة:

وشمولٍ أرقها الدهر حتى ... ما تُوارى قذاتها بلبوس

وردة اللون في خدود الندامى ... وهي صفراء في خدود الكئوس

وكأن الشعاع منها على الكف جسادٌ على مذال عروس

لطفت فاغتدت تحل من الأجساد، من لطفها، محل النفوس

[حرف الضاد]

قال عبد الله بن المعتز بالله:

ذهب كئوسك يا غلام فإن ذا يومٌ مفضض

والجو يُجلى في البيضا وفي حُلى الكافور يُعرض

ورد الربيع مُلون ... والورد في كانون أبيض

وقال أيضاً:

كأنما الغيم لما حثَّ أوله ... مضارب الحيَّ تعلو ثم تنخفض

كأنما الشربُ والساقي يحثهم ... طبيب رفق وأقوامٌ بهم مرضُ

وقال:

ألا يقساني والظلامُ مقوض ... ونجم الدجى في حلبة الليل يركضُ

كأن الثريا في أواخر ليلها ... تفتح نورٍ أو لجامٌ مفضضُ

وقال:

لا شرب إلا بكفِّ جارية ... ذات دلال في طرفها مرضُ

كأن في الكأس حين تمزجها ... نجوم رجمٍ تعلو وتنخفضُ

حرف العين بخلوّ الطاء والظاء

قال عبد الله بن المعتز:

<<  <   >  >>