للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورضيعٍ راضعت في كبر السنِّ فأضحى أخاً لديَّ مُطاعا

لم يكن بيننا رضاع ولكن ... صيَّرت بيننا الكئوس رضاعا

تميم:

الراح أجمع للسرور وأنفع ... في مثل ذا اليوم الذي يتلمع

صحو وغيمٌ في سماءٍ أصبحت ... وكأنها بهما غراب أبقع

يومٌ كأن الريحَ في أرجائه ... لحفٌ مشققةٌ تمرُّ وترجعُ

فاشرب فذا وجه الرِّياض مرصع ... واطرب فذا وجه السماء مُجزع

وقال ابن بسَّام:

أما ترى اليل قد ولّت غياهبه ... وعارض الفجر بالإشراق قد طلعا

فاشرب على وردة [حمراء قد] قَدُمت ... كأنها خد ريمٍ ريم فامتنعا

وقال ابن المعتز:

وراهبةٍ أفنت قروناً وأعصرا ... لها برنس قارٌ ورأس مقنَّعُ

ظفرنا بها في الدنِّ بكراً وبينها ... وبين قطاف الكرم عاد وتبع

فلما استقرت في الزجاج حسبتها ... سنى البرق في داجٍ من الليل يلمعُ

وساقٍ له سبعٌ وسبعٌ كأنه ... هلالٌ [له] خمسٌ وخمسٌ وأربع

تناقلُها منها كأنها ... نجومٌ على أيدي المديرين وقَّعُ

إذا قرعوها بالمزاج رأيتها عليهنَّ أحياناً تغيب وتطلع

فبتنا وبيتَّتنا الهوى في إنائها ... خليط مقيم لا خليط مودِّع

وقال:

وشمس نهار قد سبقت طلوعها ... بشمسٍ عقارٍ في الزجاجة تطلع

فما انبلج الإصباح حتى رأيتني ... أقوم إلى برِّ النديم فأركع

وقال أبو نواس:

أعاذل إن اللوم منك وجيع ... ولي إمرةٌ أعصي بها وأُطيع

كفيت الصبا من لا يهش إلى الصبا ... وجمعت منه ما أضاع مُضيع

أعاذل ما فرطت في جنب لذةٍ ... ولا قلت للخمار كيف تبيعُ

أسامحه، إن المكاس [ضراعة] ... ويرحل عرضي عنه وهو جميع

وقال أيضاً:

ما مثل هذا اليوم في حسنه ... عُطل من لهوٍ، ولا ضُيعا

فما ترى فيه، وما الذي ... تريد في ذا اليوم أن تصنعا

هل لك أن تغدو على قهوةٍ ... تسرع في المرءِ إذا أسرعا

ماوجد الناسُ ولا جربوا ... للهم شيئاً مثلها مدفعا

[حرف الغين]

قال الشاعر:

صفراء تُطرق في الزجاج فإن سرت ... في الجسم هبَّت هبَّ صِلٍّ لادغ

خفيت على شرابها فكأنما ... يجدون رِياً في إناءٍ فارغِ

[حرف الفاء]

قال أبو نواس:

ومدامة تحيا النفوس بها ... جلت مآثرها عن الوصفِ

قد عُتِّقت في دنها حقباً ... حتى إذا آلت إلى النصف

سلبوا قناع الدنِّ عن رمقٍ ... حيِّ الحياة، مشارف الحتف

فتنفست في البيت إذ مزجت ... كتنفس الريحان في الأنف

من كف ساقيةٍ مقرطقةٍ ... ناهيك من حسن ومن ظرفِ

نظرت بعيني جؤذرٍ خرقٍ ... وتلفتت بسوالف الخشفِ

فشربت من يدها ومن فمها ... ورشفت منه أطيب الرشف

قالت وقد جعلت تمايلُ لي ... كتمايل الماشي على الدف

وجهي إذا أقبلت يشفع لي ... وبلاءُ قلبك حسنُ ما خلفي

وقال علي بن وكيع:

أما ترى الليل كيف قد خَرِفا ... وستر نور الصباح قد كشفا

وأقبل الفجر في عساكره ... وظل والي الظلام قد صُرفا

فقم بنا نصطبح مشعشعةً ... تُشرِّدُ الهمِّ أينما ثقفا

إذا علت في اللبيب سورتها ... أنكر من حكمه الذي عرفا

كأنها في الكئوس إذ جُليت ... من عسجدٍ رقَّ لونُهُ وصفا

أغضبها الماءُ حين خالطها ... فأزبدت في كئوسها أنفا

در حبابٍ يود مبصره ... لو كان يوماً لأُذنه شنفا

وإن سرت والظلام معتكرٌ ... كان من الشمس نورُها خلفا

<<  <   >  >>