للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسبت أيام الشبا ... ب على النواعمِ والنعيم

أقداحها وسُقاتُها ... مثل الأهلةِ والنُّجوم

يُهدي التحية بينهم ... نظرُ النديم إلى النديم

فانعم بذاك فليس يكرم نفسه فير الكريم

ابن المعتز:

لا يطيب العيش إلاَّ ... بمدامٍ ونديم

فاسقني قبل طلوع الشمسِ من ماءِ الكرومِ

صِلْ بنور الكأس نور الشمس يا خير حميم

فهما شمسان في الصبح وفي الليل البهيم

[حرف النون]

قال أبو نواس:

أسقني يا ابن أذين ... من شراب الزَّرجون

أسقني حتى ترى بي ... جِنة غير جنونِ

قهوةً عُميَ عنها ... ناظرا ريب المنون

عُتقت في الدن حتى ... هي في رقة ديني

ثم شجت فأدارت ... فوقها مثل العيون

حدقاً ترنو إلينا ... لم تُحدق بجفون

ذهباً يُثمر دراً ... كل إبانٍ وحين

بيدي ساقٍ عليه ... حلةٌ من ياسمين

وعلى الأُذنين منه ... وردتا آذريونِ

غاية في الظرف والشكل، وفردٌ في المجون

غني يا ابن أذين [ولها بالماطرون]

وقال:

قد تعزيتُ بصرفٍ عقارٍ ... نشأت في حجر أُم الزمان

فهي سِنُّ الدهر إن هي فرت ... نشأا وارتضعا من لبان

وتناساهما الجديدان حتى ... هي أنصاف شطورِ الدِّنان

فافترعنا مُزة الطعم فيها ... نزقُ البكرِ ولينُ العوان

لم يجُفها مبزلُ القوم حتى ... نجمت مثل نجوم السِّنان

أو كقرن الشمس ينشق عنه ... شُعبٌ مثل انفراج البنان

فلي الصهباء أبكي عليها ... والمغاني لبكاة المغاني

وقال الخليع:

أنا لولا الخمر والوجهُ الحسن ... لم أكن والله مخلوع الرَّسن

ذقت هذين وجربتهما ... فإذا هذان أسباب الفِتن

لم أقل يوماً لذنبٍ منهُما ... ليت هذا الذنب مني لم يكن

وقال أبو نواس:

قد هجرت المُدام والنُّدمانا ... وتمتعت ما كفاني زمانا

وأبى لي خليفةُ الله إلا العزف عنها، وقد عزفت أوانا

ولقد طال ما أبيت عليه ... في أُمور خلعت فيها العنانا

وغزالٍ عاطيته الراح حتى ... فترت منه، مقلة وجنانا

قال: لا تسكرنني بحياتي ... قلتُ: لا بد أن تُرى سكرانا

إن ل حاجة إليك إذا نمت وإن شئت فاقضها يقظانا

فتلكا تلكؤاً في انخناثٍ ... ثم أصغى لما أردت، فكانا

وقال أيضاً:

ألا دارِها بالماء حتى تُلينها ... فلن تكرم الصهباء حتى تُهينها

أُغالي بها حتى إذا ما ملكتها ... أهنتُ لإكرام الخليل مصونها

وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... كأن شعاع الشمس يلقاك دونها

ترى العين تستعفيك من لمعانها ... وتحسر حتى ما تُقلُّ جفونها

كأن يواقيتاً بصحن إنائها ... وزُرقَ سنانيرٍ تدير عيونها

وشمطاء حلَّ الدَّهرُ منها بنجوةٍ ... دنوت إليها فاستللت جنينها

كأنا حلولٌ بين أكناف روضةٍ ... إذا ما سلبناها مع الليل طينها

وقال:

أربعة مذهبةٌ ... لكل همٍّ وحزنْ

الماءُ والقهوة والبستان والوجه الحسن

وقال:

غننا بالطلول كيف بلينا ... واسقنا نعطِك الثناء الثمينا

من سُلافٍ كأنها كل شيء ... يتمنى مخيرٌ أن يكونا

أكل الدهر ما تجسم منها ... وتبقى لُبابها المكنونا

فإذا ما اجتليتها فهباءٌ ... يمنع الكفّ ما تبيحُ العيونا

ثم شجت فاستضحكت عن لآلٍ ... لو تجمعن في يدٍ لاقتُنينا

في كئوسٍ كأنهن نجومٌ ... جارياتٌ بروجها أيدينا

<<  <   >  >>