للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كنت اسْتندَ إِلَى شَجَرَة وأنام سَاعَة ثمَّ سَافر هُوَ باذن الشَّيْخ على التجرد والتوكل الى الْحجاز وَأَعْطَاهُ الشَّيْخ حمارا وَعشرَة دَرَاهِم وَأخذ من سفرة الْعشَاء خبْزَة وَاحِدَة وَذهب وَلَيْسَ مَعَه غير هَذِه الا الْمُصحف الشريف وَكتاب المثنوي وسرق الْمُصحف فِي الذّهاب وَبَاعَ كتاب المثنوي بِمِائَتي دِرْهَم بابرام الْبَعْض وَلم يكن لَهُ سوى هَذَا وَلم يقبل من اُحْدُ فِي سَفَره مَالا وَلَا صَدَقَة سوى دِينَار نَذره الْبَعْض لخواجه بهاء الدّين وَقَبله بابرام مِنْهُ وَمَعَ ذَلِك سَافر على أحسن حَال وسعة نَفَقَة وَسكن فِي الْقُدس الشريف مُدَّة وَسكن بِمَكَّة الشَّرِيفَة قَرِيبا من سنة وَنذر أَن يطوف الْكَعْبَة كل يَوْم سبع مَرَّات وَأَن يسْعَى بَين الميلين سبع مَرَّات وَكَانَ كل لَيْلَة يطوف بِالْكَعْبَةِ تَارَة وَيقوم تَارَة وَيقْعد تَارَة وَلَا ينَام سَاعَة مَعَ انه كَانَ ضَعِيف البنية ثمَّ ان الشَّيْخ الالهي ارسل اليه كتابا وَطلب مِنْهُ ان يَجِيء اليه فَرجع الى خدمَة الشَّيْخ امتثالا لأَمره وَحكي عَنهُ انه قَالَ وَقع فِي نَفسِي دَاعِيَة زِيَارَة مَشَايِخ قسطنطينية فَسَأَلت الاجازة من الشَّيْخ فَأذن لي وَقَالَ عَلَيْك بتتبع احوال تِلْكَ الْمَدِينَة وَالنَّاس يدعونني اليها فَنزلت فِي زَاوِيَة الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء فَدخلت الْمَسْجِد لأصلي صَلَاة الْعَصْر وَخرج الشَّيْخ من بَابه فِي الْمِحْرَاب وَأم للحاضرين فِي الصَّلَاة وَلما فرغوا من الصَّلَاة اشتغلوا بالاوراد فَجَلَست من بعيد على أدب وَكلما رفعت راسي انْظُر الى الشَّيْخ يرفع الشَّيْخ رَأسه وَينظر الي وَلما فرغوا من الاوراد قُمْت الى الشَّيْخ فَقَامَ الشَّيْخ واستقبلني وعانقني وقبلني ثمَّ قعدت فِي حُضُور الشَّيْخ على أدب وَصمت زَمَانا وَقَالَ الشَّيْخ للحاضرين هَذَا ضيفنا فاكرموه ثمَّ ذهب الشَّيْخ الى خلوته فَبت تِلْكَ اللَّيْلَة هُنَاكَ وَرَأَيْت فِي الْمَنَام سِرَاجًا ضَعِيف الاشتعال فِي زَاوِيَة من جَامع الشَّيْخ وَفِي يَدي شمعة اريد أَن اوقدها من ذَلِك السراج وقصدت ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَفِي كل مرّة يغيب السراج عَن بَصرِي وَلما انْتَبَهت من الْوَاقِعَة صاحبت مَعَ الشَّيْخ وَذَهَبت مَعَ اجازته ثمَّ نظرت فَإِذا مُدَّة الاقامة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ إِنِّي كتبت الى الشَّيْخ الالهي كتابا ورغبته عَن الاتيان الى مَدِينَة قسطنطينية وَفِي السّكُون فِي مقَامه فَكَانَ ذَلِك سَببا لاقامة الشَّيْخ مُدَّة بسماونه وَلما مَاتَ الشَّيْخ الالهي ظَهرت آثَار خلَافَة الشَّيْخ بِمَدِينَة قسطنطينية

<<  <   >  >>