للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذَلِك الرجل الَّذِي اتى بِالسَّلَامِ من قبل الشَّيْخ فَعلمت انه من قبيل الْكَشْف لَهُ فَذَهَبت اليه بعد أَيَّام فَذكرت لَهُ هَذِه الْوَاقِعَة وَتَعْبِيره لَهَا فَقَالَ نعم هُوَ كَذَلِك فَقلت أَنا لَا أطلب الْقَضَاء فَقَالَ لاتطلب وَلَكِن اذا أعطي بِلَا طلب مِنْك فَلَا ترده وَكَانَ هَذَا أحد أَسبَاب قبولي منصب الْقَضَاء وَتكلم رَحمَه الله تَعَالَى فِي زمن الْوَزير إِبْرَاهِيم باشا بِكَلَام حق فِي بعض الامور فتكدر الْوَزير الْمَزْبُور عَلَيْهِ لذَلِك فخافوا على الشَّيْخ من جِهَته ونصحوا لَهُ بِالسُّكُوتِ عَن أَمْثَال هَذَا الْكَلَام فَقَالَ الشَّيْخ غَايَة مَا فِي الْبَاب ان يقدر على ثَلَاثَة اما الْقَتْل وانه شَهَادَة واما الْحَبْس وَهُوَ الْعُزْلَة وَالْخلْوَة وَالْعُزْلَة طريقتنا واما النَّفْي عَن الْبَلَد وَهُوَ هِجْرَة واحتسب على ذَلِك ثَوابًا من الله تَعَالَى ذهب رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة احدى وَخمسين وَتِسْعمِائَة الى الْحَج وَلما رَجَعَ مِنْهُ فِي السّنة الْقَابِلَة مَاتَ ببلدة قيصرية وَدفن بهَا عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القيصري الَّذِي هُوَ شيخ شَيْخه قدس الله سرائرهم

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مصلح الدّين مصطفى المشتهر بِالنِّسْبَةِ الى الْمولى خواجه زَاده

قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى اولا بعض الْعُلُوم ثمَّ وصل الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى حاجي خَليفَة وَحصل عِنْده الطَّرِيقَة حَتَّى اجازه للارشاد وَقَامَ مقَامه فِي الزاوية بعد وَفَاة الشَّيْخ صفي الدّين بِوَصِيَّة مِنْهُ ثمَّ ترك الزاوية لاجل الشَّيْخ نصوح وَانْقطع عَن النَّاس واشتغل بِنَفسِهِ كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى رجلا متواضعا اديبا مهيبا وقورا صبورا وَكَانَ يُشَاهد فِي وَجهه آثَار الِاسْتِغْرَاق والوجد ثمَّ ارتحل الى الْقُدس الشريف وَمَات هُنَاكَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ والتسعمائة من الْهِجْرَة قدس سره

وَمِنْهُم الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ مصلح الدّين مصطفى الشهير بِابْن الْمعلم

كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما بالعلوم الظَّاهِرَة كلهَا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم وَكَانَ يَقْرَؤُهُ بالقراآت السَّبع بل الْعشْر ثمَّ رغب فِي التصوف وَصَحب مَعَ الشَّيْخ حاجي خَليفَة بن الْوَفَاء ثمَّ أجَازه للارشاد الشَّيْخ نصوح وَأقَام مقَامه وَكَانَ رجلا اديبا لبيبا وقورا صبورا صَاحب خشيَة وخضوع ومجاهدة ورياضة وَكَانَ طَاهِر الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَقد صلى التَّرَاوِيح بالختم اربعين سنة مَاتَ فِي عشر الاربعين من الْهِجْرَة قدس سره

<<  <   >  >>