للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقسم الثَّالِث من مِفْتَاح الْعُلُوم فِي خَمْسَة ايام بِخَط حسن وَكتب على حَوَاشِيه مَا انتخبه من شرح الْفَاضِل الشريف لَهُ وَأتم تِلْكَ الْحَوَاشِي والانتخاب فِي خَمْسَة اشهر ثمَّ اتى مَدِينَة قسطنطينية وَعرض الْحَاشِيَة الْمَذْكُورَة على الْمولى ابْن الْمُؤَيد فقبلها حسن الْقبُول واستحسنها غَايَة الِاسْتِحْسَان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير عَليّ باشا بِمَدِينَة قسطنطينية وَكتب هُنَاكَ حَوَاشِي على نبذ من شرح المواقف للسيدالشريف ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ازنيق وَكتب هُنَاكَ رِسَالَة الهيولي وَهِي رِسَالَة عَظِيمَة الشان جدا ثمَّ صَار مدرسا بِإِحْدَى الْمِدْرَاس الثمان وَكتب هُنَاكَ شرحا للتجريد وَسَماهُ المحاكمات التجريدية وَلم يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة مِمَّا يتَعَلَّق بِالْكتاب الْمَذْكُور الا وَقد تعرض لما لَهَا وَمَا عَلَيْهَا ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة ايا صوفيه وصنف هُنَاكَ كتابا مُسَمّى بِمَدِينَة الْعلم وَجعلهَا ثَمَانِيَة أَقسَام فاورد فِي كل قسم مِنْهَا اعتراضات على ثَمَانِيَة من الْعلمَاء الْمَشْهُورين فِي الافاق كصاحب الْهِدَايَة وَصَاحب الْكَشَّاف والعلامة الْبَيْضَاوِيّ والتفتازاني والفاضل الشريف الْجِرْجَانِيّ وَنَحْو ذَلِك ثمَّ ترك التدريس وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما بطرِيق التقاعد وَله رِسَالَة سَمَّاهَا بِنُقْطَة الْعلم ورسالة اخرى سَمَّاهَا بفهرسة الْعُلُوم وَله رِسَالَة اخرى سَمَّاهَا بمعارك الْكَتَائِب ورسالة اخرى سَمَّاهَا بالسبعة السيارة وَله من الرسائل والتعليقات مَالا يُحْصى كَثْرَة بَقِي اكثرها فِي المسودة وَبِالْجُمْلَةِ تَعب اللَّيْل وَالنَّهَار وَلم يَنْفَكّ قلمه عَن الْكِتَابَة وَلسَانه عَن المذاكرة وطبعه عَن المطالعة وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى فَاضلا محققا مدققا صَاحب ذكاء وفطنة وحافظا للعلوم باسرها ومشتغلا بِالْعلمِ الشريف غَايَة الِاشْتِغَال وَرُبمَا يطالع اللَّيْل بِطُولِهِ وَلَيْسَ لَهُ اشْتِغَال فِي النَّهَار الا بِالْعلمِ الشريف وَكَانَ لَهُ اتقان عَظِيم بالعلوم الْعَقْلِيَّة باقسامها ومهارة تَامَّة فِي الْفُنُون الادبية بانواعها وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة باصول الْفِقْه ورسوخ تَامّ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ حَافِظًا بالمهات من الْعُلُوم والتواريخ والمحاضرات ومناقب الْعلمَاء وَالسَّلَف والاشعار الْعَرَبيَّة والفارسية والتركية وَكَانَت لَهُ اخلاق حميدة وأدب كَامِل ومروأة تَامَّة ووقار عَظِيم مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سبع وَخمسين وَتِسْعمِائَة روح الله روحه وَنور ضريحه

<<  <   >  >>