للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوجل وَالْوَرق يبلع ريق الْحيَاء والخجل (فَأَقُول) وَأَنا العَبْد الضَّعِيف العليل الْمُحْتَاج الى رَحْمَة ربه الْجَلِيل احْمَد بن مصطفى بن خَلِيل عَفا الله عَنْهُم بكرمه الْجَمِيل ولطفه الجزيل المشتهر بَين النَّاس بطاشكبري زَاده جعل الله الْهدى وَالتَّقوى زَاده وأوفر كل يَوْم علمه وزاده حكى وَالِدي رَحمَه الله انه لما اراد ان يُسَافر من مَدِينَة بروسه الى بَلْدَة انقره قبيل ولادتي بِشَهْر رأى فِي الْمَنَام فِي اللَّيْلَة الَّتِي سَافر فِي صبيحتها شَيخا جميل الصُّورَة وَقَالَ لَهُ اُبْشُرْ فَإِنَّهُ سيولد لَك ولد فسمه باسم احْمَد فَلَمَّا سَافر رَحمَه الله قصّ هَذِه الْوَاقِعَة على والدتي ثمَّ اني ولدت فِي اللَّيْلَة الرَّابِع عشرَة من شهر ربيع الاول سنة احدى وَتِسْعمِائَة وَلما بلغت سنّ التَّمْيِيز انتقلنا الى بَلْدَة انقره فشرعنا هُنَاكَ فِي قِرَاءَة الْقُرْآن الْعَظِيم وَعند ذَلِك لقبني وَالِدي بعصام الدّين وَكَنَّانِي بِأبي الْخَيْر وَكَانَ لي أَخ أكبر مني بِسنتَيْنِ اسْمه مُحَمَّد ولقبه وَالِدي بنظام الدّين وكناه بِأبي سعيد ثمَّ انه لما ختمنا الْقُرْآن انتقلنا الى مَدِينَة بروسه فَعلمنَا وَالِدي شَيْئا من اللُّغَات الْعَرَبيَّة ثمَّ انه رَحمَه الله سَافر الى مَدِينَة قسطنطينية وسلمني الى الْعَالم الْعَامِل عَلَاء الدّين الملقب باليتيم وَقد اسلفنا ذكره فقرات عَلَيْهِ من الصّرْف مُخْتَصرا مُسَمّى بِالْمَقْصُودِ ومختصر عز الدّين الزنجاني ومختصر مراح الارواح وقرات عَلَيْهِ ايضا من النَّحْو مُخْتَصر الْمِائَة للشَّيْخ الامام عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَكتاب الْمِصْبَاح للامام المطرزي وَكتاب الكافية للشَّيْخ الْعَلامَة ابْن الْحَاجِب وحفظت كل ذَلِك بمشاركة أخي الْمَزْبُور ثمَّ شرعنا فِي قِرَاءَة كتاب الوافية فِي شرح الكافية وَلما بلغنَا مبَاحث المرفوعات جَاءَ عمي قوام الدّين قَاسم الى مَدِينَة بروسه وَصَارَ مدرسا بمدرسة مَوْلَانَا خسرو وَهُنَاكَ قَرَأنَا عَلَيْهِ من مبَاحث المرفوعات الى مبَاحث المجرورات وَعند ذَلِك مرض اخي مَرضا مزمنا وَالْتمس مني ان اتوقف الى ان يبرأ فتوقفت لأَجله فَقَرَأت فِي تِلْكَ الْمدَّة على عمي كتاب الهارونية من الصّرْف وألفية ابْن مَالك من النَّحْو وَلما اتممت حفظهَا توفّي أخي فِي سنة ارْبَعْ عشرَة وَتِسْعمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى فشرعت فِي قِرَاءَة ضوء الْمِصْبَاح عَليّ عمي فقرأنه من أَوله الى آخِره وكتبت ذَلِك الْكتاب وصححته غَايَة التَّصْحِيح والاتقان ثمَّ قَرَأت عَلَيْهِ من الْمنطق مُخْتَصر ايساغوجي مَعَ شَرحه

<<  <   >  >>