للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن كراماته انه كَانَ يَقُول لزوج بنت اخيه عبد الرحمن بن الْمُؤَيد محيي الدّين الفناري وَكَانَ قَاضِيا بالعسكر فِي ولَايَة روم ايلي لَا تخف انت من الْعَزْل مَا دمت حَيا وَقد عزل الْمولى المرحوم ثَانِي يَوْم مَاتَ فِيهِ الشَّيْخ عبد الرَّحِيم المرحوم وَكَانَ يَقُول الْمُفْتِي ابو السُّعُود كنت ارى كثيرا فِي مَنَامِي كَأَنِّي قَاعد اطلب الْقيام فَيَجِيء الشَّيْخ عبد الرَّحِيم فَيَأْخُذ برأسي ويمنعني من الْقيام فَبينا انا بليلة وَقعت لي فِيهَا مثل هَذِه الْوَاقِعَة وَظهر لي الشَّيْخ عبد الرَّحِيم ليمنعني عَن الْقيام كَمَا هُوَ عَادَته فاذا بوالدي قد ظهر وَقصد الي فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْخ عبد الرَّحِيم تركني وَغَابَ عني فاستنهضت وَقمت على قدمي فَلم يذهب الا قَلِيل حَتَّى صرت قَاضِيا بالعسكر بمَكَان الْمولى محيي الدّين الفناري وَقد اجْتمع لي زَمَنه بِتِلْكَ الزاوية من الزهاد وأرباب السَّعْي وَالِاجْتِهَاد مَا لايتفق الا للقليل من اصحاب الارشاد وَقد حكى وَاحِد من الثِّقَات انه كَانَ فِي الزاوية المزبورة رجل من مريديه يُقَال لَهُ وَكَانَ صَحِيح الْبدن سَالم الرجلَيْن وَقد رَأَيْته مرّة بعد ايام وَقد عرض لَهُ عرج فَسَأَلت بعض الْحَاضِرين عَن وَجهه فَقَالَ كُنَّا جالسين فِي الْمَسْجِد مراقبين مشتغلين اذ وَقع لَهُ انسلاخ فتبع جسده روحه فِي العروج الى الْعَالم الْعلوِي والانقطاع عَن البرزخ السفلي فارتفع الى ان قَارب سطح الْبَيْت فَاطلع عَلَيْهِ بعض الْحَاضِرين فَلم يملك نَفسه وَصَاح صَيْحَة فَعَاد روحه الى جسده دفْعَة فَوَقع على الارض من فَوق فاختلت رجله وَهَذِه قصَّة مَشْهُورَة وَقد سَأَلت شَيْخي الشَّيْخ مصلح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى عَن كَيْفيَّة انسلاخ وَقع لَهُ مرّة فَقَالَ رَحمَه الله كنت مرّة مشتغلا بِالذكر الْجَمِيل اذ ظهر لي يَد فِي غَايَة العظمة والمهابة فَنَظَرت الى كفها فَرَأَيْت فِيهِ اسْم الْجَلالَة مَكْتُوبًا بِخَط بديع واسلوب غَرِيب فادمت النّظر فِيهِ وغبت عَن نَفسِي فِي ذَلِك فاذا بروحي قد انْسَلَخَ عَن جَسَدِي فَوَقع فِي عَالم فسيح فَأخذ يسير فِيهِ ويسبح وشاهدت من بَدَائِع اللطائف واطلعت على غرائب المعارف مَالا يُمكن شَرحه وَلَا يَلِيق بَيَانه

<<  <   >  >>