للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعلمَاء وَجرى بَينهمَا مباحثة وانْتهى الْبَحْث الى كَلَام انكر السُّلْطَان عَلَيْهِ لذَلِك كل الانكار وتكدر عَلَيْهِ تكدرا عَظِيما وفطن لذَلِك الْمولى ابْن الْخَطِيب فصنف رِسَالَة فِي بحث الرُّؤْيَة وَالْكَلَام وحقق فِي بحث الْكَلَام مَا ادَّعَاهُ وَذكر فِي خطبتها اسْم السُّلْطَان بايزيد خَان وارسلها بيد الْوَزير ابراهيم باشا فَلَمَّا عرضهَا على السُّلْطَان قَالَ مَا اكْتفى بِذكر ذَلِك الْكَلَام الْقَبِيح الْبَاطِل بِاللِّسَانِ وَكتبه فِي الاوراق اضْرِب برسالته وَجهه وَقل لَهُ انه يخرج الْبَتَّةَ من مملكتي فتحير الْوَزير وكتم هَذَا الْكَلَام من الْمولى ابْن الْخَطِيب وَمَعَ ذَلِك يَرْجُو ابْن الْخَطِيب جَائِزَة من قبل السُّلْطَان وتألم من تأخرها وَقَالَ للوزير اسْتَأْذن السُّلْطَان انا اذْهَبْ من هَذِه المملكة واجاور بِمَكَّة وادى أمره الى الاختلال عِنْد السُّلْطَان فتحير الْوَزير ثمَّ ارسل الى الْمولى الْمَذْكُور عشرَة آلَاف دِرْهَم من مَاله باسم السُّلْطَان وأنسي السُّلْطَان مَا أمره بِهِ من خُرُوج الْمولى الْمَذْكُور عَن مَمْلَكَته وَمَعَ ذَلِك اعْتقد الْمولى الْمَذْكُور ان تَأْخِير الْجَائِزَة وتقليلها من جِهَة الْوَزير وَوَقعت لذَلِك بَينهمَا وَحْشَة عَظِيمَة ثمَّ ان الْمولى جلال الدّين الدواني ارسل كتابا الى بعض اصدقائه بِبِلَاد الرّوم وَهُوَ الْمولى الْمُفْتِي وَكتب فِي حَاشِيَته السَّلَام على الْمولى ابْن الْخَطِيب وعَلى الْمولى خواجه زَاده فَسمع الْمولى ابْن الْخَطِيب هَذَا الْكَلَام فَطَلَبه مِنْهُ وارسله الى الْوَزير الْمَزْبُور فَقَالَ انه يعْتَقد فضل خواجه زَاده عَليّ وانا مفضل عَلَيْهِ بِبِلَاد الْعَجم يدل عَلَيْهِ كتاب جلال الدّين الدواني حَيْثُ قدمني عَلَيْهِ ذكرا فَلَمَّا وصل الْكتاب الى الْوَزير نظر فِيهِ وَقَالَ انه سُؤال دوري والتقديم فِي الذّكر لَا يسْتَلْزم التَّقْدِيم فِي الْفضل وَلَعَلَّ الْمولى ابْن الْخَطِيب لَا يعرف هَذِه المسئلة وَبعد مُدَّة قَليلَة توفّي الْمولى الْمَزْبُور بتاريخ احدى وَتِسْعمِائَة وَله من المصنفات حواش على حَاشِيَة شرح التَّجْرِيد للسَّيِّد الشريف وَهِي متداولة بَين ارباب التدريس وَبَين الطّلبَة وحواش على حَاشِيَة الْكَشَّاف للسَّيِّد الشريف ايضا وحواش على اوائل شرح الْوِقَايَة لصدر الشَّرِيعَة كتبهَا بامر السُّلْطَان بايزيدخان وَلم يُتمهَا لعائق الزَّمَان وَهُوَ انه كَانَ لَهُ ابْن شَاب فَاضل حَتَّى ان اكثر النَّاس كَانُوا يرجحونه على ابيه فِي الْفضل وَكَانَ مدرسا بمدرسة ابي ايوب الانصاري عَلَيْهِ رَحْمَة الله الْملك الْبَارِي فَقتله بعض غلمانة

<<  <   >  >>