للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٠٢ - " الدردر ". حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أبو فيد، قال: حدثني أبو هشام، قال: كانت عند رجل امرأة حمقاء فولدت له غلاما، فأحبه، فكان يقبله ويقول: وا بأبي دردره! ولم تنبت أسنانه بعد، وكانت امرأته حسنة الثغر، فكان إذا قبل ابنه وقال: وا بأبي دردره، ظنت أن الدردر أحب إليه من الأسنان، فحطمت أسنانها، فلما قال: وا بأبي دردره، قال: يا شيخ كلنا ذودردر، فقال: " أعييتني بأشر فما بالك بدردر؟ ".

١٠٣ - يقول أهل الحجاز: " قد أرض فلان أرضه ". وذلك إذا نقاها من الحجارة والنقل، وأصول الشجر ومن كل جذل.

١٠٤ - " ألقى عليه بعاعه ": أي ثقله. قال رجل، وهو يصف الغيث:

ألْقَى بحَجْرٍ ليلتين بَعَاعَهُ ... وغادَرَ في صَوْتٍ وصنعاءَ مَصنْعَا

له طَلّةٌ كأنَّ رَيِّقَ وَدْقِهِ ... سَحَابَةُ صيفٍ أو دخانٌ تَقَطَّعا

فكان عَلَى قومٍ سَناماً وسُرَّةً ... وألَحْقَ عاداً آخَرِينَ وتُبَّعَا

[زيادات في النسخة الخطية]

١٠٥ - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: وأنشدني أبو فيد لأبي مارد الشيباني:

قُلْ لِسُلَيْمَي إذا لاقَيْتَها ... هَلْ تُبْلَغَنْ بَلْدَةٌ إلا بِزَادْ

قُلْ للِصَّعالِيك لا تَسْتَحْسِرُوا ... منَ التِماسِ وطَوْفٍ في البِلادْ

فالغَزْوُ أَحْجَى على ما خَيَّلَتْ ... مِنَ اضْطِجَاعٍ على غير وِسادْ

وَبَلْدَةٍ مقفرةٍ أصْوَاؤُها ... مَغْرِبَ الشَّمْسِ تُنَادْ

قَطَعْتُها صاحِبي ذِعْلِبَةٌ ... في مِرْفقَيهْا عن الدَّفِّ تَعادْ

كأنَّها خَاضِبٌ حُوشِيَّةٌ ... باتَتْ عَذُوبا على رأسِ جَمَاد

جمع " جَمَادٍ ": " جُمُدٌ ". و " الجِمَادُ ": النَّشَزُ، ويجوز النَّشْزُ. تقول العرب: النَّشْزُ والنَّشَزُ، بفتح الشين وتسكينها.

يَنْحَسِرُ الماءُ عن عِفْرِيَةٍ ... وعن بَيَاضٍ وتَلْميِع سَوَادْ

لو وصَلَ الغَيْثُ أبْنَيْنَ اُمْرَأً ... كانَتْ له قُبَّةٌ سَحْقَ بِجَادْ

قال: يقول: لو اتصل الغيث حتى لا ينقطع بنا دونهم، لأبنيناهم من قبابهم خلق المسوح. وقوله أبنين، يعني: الإبل، فعلن هن، وقد يجوز: أبنينا امرأ، أي أبنيناهم نحن، فذهبت ألف (امرأ) في الوصل، لأنها ألف خفيفة تذهب في الوصل.

ومثل البيت قول قيس بن مسعود الشيباني:

فإيَّاكُمُ والطَّفَّ لا تَقْرَبَنَّهُ ... ولا الماءَ إنّ الماءَ للقودِ واصِلُ

يقول: إن الماء يصل الطرق إليكم، ويصل الغزو لمن أراد أن يغزوكم.

١٠٦ - وأنشدني أبو فيد:

إذا سُئِلْتُمْ هَلْ تَرَكْتُمْ مِنْ غَدَرْ

فأَحْسِبُوا الأمِيرَ مِنْ صِدْقٍ وبِرْ

وسَحِّ أيْمانٍ قليلاتِ الأَسَرْ

" الأَسَرُ ": العَيْبُ والإثم. قال: " أحْسِبُوه ": أي احلفوا له، حتى يقول: حَسْبُكُمْ. وقوله: " هل تركتم من غدر "، يقول: هل غادرتم شيئاً.

١٠٧ - قال: " الفيد ": نور الزعفران.

١٠٨ - وأنشدني أبو فيد:

أعْدَدْتُ للشَّيْبِ وبَغْيِ الشبَّانْ

كَوَاتِماً مِنْ شَوْحَطٍ وشِرْيَانْ

وكلَّ زَلاَّءَ عليها ظُهْرَانْ

تَهْوِى إلى الشئِ هَوِىَّ الشَّيطانْ

إذا حَدَاها أرْبَعٌ وثنتانْ

شِرْيانِةٌ وشِرْعَةٌ وكَفّانْ

ولَمْحُ سَجْراءَ جَلِّيِ الإنْسَانْ

ونَزْعَةٌ يَبْرُقُ منها الإبْطانْ

١٠٩ - حدثنا الحسن، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا مؤرج، قال: حدثني سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه، قال: كان يحدثنا عن العرب أنها تقول للهلال: ابن لَيْلَةٍ رَضَاعُ سُخَيْلَة.

ابن ليلتين حديث أمتينِ بكذبٍ وَمَيْنِ.

ابن ثلاث حديث فَتياتٍ غير مُؤْتَلِفاتٍ.

ابن أربع رَضَاعُ هُبَعٍ.

ابن خمس تَحَدُّثٌ وأُنْسٌ.

ابن ستّ سِرْ وبِتْ.

ابن سبع يُلْقِطُ الجَزْعَ.

ابن ثمان كأحسن ما يكون من الفَتَيَاتِ الحِسَانِ.

ابن تسع يُبَيَّنُ الذئبَ من الضَّبع.

ابن عشر مخنِّق الفَجْرَ.

<<  <   >  >>