للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَذكر أَنه كَانَ عَادَته إِذا أَرَادَ أَن يسْأَل أَبَا الْعَبَّاس شَيْئا أَو اشتاق إِلَيْهِ حضر وَإِن كَانَ غَائِبا سَاعَة مُرُور ذَلِك على خاطره

قَالَ وسألني يَوْمًا بعض الصَّالِحين أَن أسأله عَمَّا يُقَال إِنَّه من قوم يُونُس وَمن أَنه رأى الشَّافِعِي قَالَ فَجَاءَنِي غُلَام عمي وَقَالَ لي الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس فِي الْبَيْت وَقد طَلَبك وَكنت غسلت ثوبي وَلَا ثوب لي غَيره فَقُمْت واشتملت بِشَيْء ورحت إِلَيْهِ فَوَجَدته مُتَوَجها فَسلمت وَجَلَست وَسَأَلته عَمَّا جرى بِمَكَّة وَكنت أعتقد أَنه يحجّ فِي كل سنة فَإِنَّهُ كَانَ زمَان الْحَج يغيب أَيَّامًا يسيرَة ويخبر بأخبارها فَلَمَّا سَأَلته أَخْبرنِي بِمَا جرى بِمَكَّة ثمَّ تفكرت مَا سَأَلَهُ ذَلِك الرجل الصَّالح فحين خطر لي الْتفت إِلَيّ وَقَالَ لي يَا فَتى مَا أَنا من قوم يُونُس أَنا شرِيف حسيني وَأما الشَّافِعِي فَمَتَى مَاتَ مَا لَهُ من حِين مَاتَ كثير نعم أَنا صليت خَلفه وَكَانَ جَامع مصر سوقا للدواب وَكَانَت الْقَاهِرَة اخصاصا

فَأَرَدْت أَن أحقق عَلَيْهِ فَقلت صليت خلف الإِمَام الشَّافِعِي مُحَمَّد بن إِدْرِيس فَتَبَسَّمَ وَقَالَ فِي النّوم يَا فَتى فِي النّوم يَا فَتى وَهُوَ يضْحك

وَكَانَ يَوْم الْجُمُعَة فاشتغلنا بِالْحَدِيثِ وَكَانَ حَدِيثه يلذ بالمسامع فَبَيْنَمَا نَحن فِي الحَدِيث والغلام يتَوَضَّأ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ إِلَى أَيْن يَا مبارك فَقَالَ إِلَى الْجَامِع فَقَالَ وحياتي صليت فَخرج الْغُلَام وَجَاء فَوجدَ النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع

قَالَ عبد الغافر فَخرجت فَسَأَلت النَّاس فَقَالُوا كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس فِي الْجَامِع وَالنَّاس تسلم عَلَيْهِ

قَالَ عبد الغافر وفاتتني صَلَاة الْجُمُعَة ذَلِك الْيَوْم

قَالَ وَلَعَلَّ قَوْله صليت من صِفَات الْبَدَلِيَّة فَإِنَّهُم يكونُونَ فِي مَكَان وشبههم

<<  <  ج: ص:  >  >>