للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسيرها إِلَى الْموصل ثمَّ بعد أشهر عَاد جَوَابه وَقد كشف عَن خفيها وأوضح غامضها وَذكر مَا يعجز الْإِنْسَان عَن وَصفه ثمَّ كتب فِي آخر الْجَواب فليمهد الْعذر فِي التَّقْصِير فِي الْأَجْوِبَة فَإِن القريحة جامدة والفطنة خامدة قد استولى عَلَيْهَا كَثِيرَة النسْيَان وشغلها حوادث الزَّمَان وَكثير مِمَّا استخرجناه وعرفناه نسيناه بِحَيْثُ صرنا كأنا مَا عَرفْنَاهُ

وَقَالَ لي صَاحب الْمسَائِل الْمَذْكُورَة مَا سَمِعت مثل هَذَا الْكَلَام إِلَّا للأوائل المتقنين لهَذِهِ الْعُلُوم مَا هَذَا من كَلَام أَبنَاء هَذَا الزَّمَان

وَحكى لي الشَّيْخ الْفَقِيه الرياضي علم الدّين قَيْصر بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْغَنِيّ بن مُسَافر الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بتعاسيف وَكَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الرياضة قَالَ لما أتقنت عُلُوم الرياضة بالديار المصرية وبدمشق تاقت نَفسِي إِلَى الِاجْتِمَاع بالشيخ كَمَال الدّين لما كنت أسمع من تفرده بِهَذِهِ الْعُلُوم فسافرت إِلَى الْموصل قصدا للاجتماع فَلَمَّا حضرت فِي مَجْلِسه وخدمته وجدته على حلية الْحُكَمَاء الْمُتَقَدِّمين وَكنت قد طالعت أخبارهم وحلاهم فَسلمت عَلَيْهِ وعرفته قصدي لَهُ للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَقَالَ لي فِي أَي الْعُلُوم تُرِيدُ تشرع فَقلت فِي الموسيقى فَقَالَ مصلحَة هُوَ فلي زمَان مَا قَرَأَهُ عَليّ أحد فَأَنا أوثر

<<  <  ج: ص:  >  >>