للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتعجيله الأحسابَ فالمرءُ نُهزَةٌ ... لمفترضٍ دون الجميع رهينُ

١٣١ - قال صاحب الكتاب: ويقال إذا عرف الملك من الرعية والصحابة رجلاً قد ساواه في الرأي والهيبة والمنزلة والمال والتبع فليصرعه فانه إن لم يفعل به ذلك كان هو المصروع.

" ١٧٣ " قال أبو داود الايادي واسمه جارية بن الحجاج لجذيمة الأبرش يحضه على قتل نديمه العبادي أحد الاثنين اللذين يضرب بهما المثل:

بَررت ولم يستأهل البر ساعةً ... دناءةُ نفسٍ في خمول من الذكر

وقدمته دون الأنام مُرفهاً ... تُرشحهُ في سرِّ أمرك والجهر

فأصبح ذا رأي وعلم وهيبة ... ومنزلةٍ في الناس سامية القدر

وحتى تراءته العُيون جلالةٍ ... وساواك في الأتباع والنَّهي والأمرِ

وقال بفعل لا يُردُّ مقالهُ ... وسطوة ذي بأسٍ تُزيَّنُ بالوفرِ

فلم يبقَ إلا أن يعضك عضةً ... فتصبح مسلوب التملك في سترِ

فان لم تُغيِّرْ ما به فاحذر التي ... تخافُ فإن الموتَ يُدفَعُ بالحذرِ

[١٣٢ - قال صاحب الكتاب: ويقال خير الاخوان أقلهم مصانعة في النصيحة.]

" ١٧٤ " قال بعض المتقدمين:

وخيرُ الأخلاءِ الصحيحُ إخاؤهُ ... ومن لم يُصانِع في نصيحةِ صاحبِ

١٣٣ - قال وخير النساء الموافقَة.

" ١٧٥ " قال كعب بن زهير: وخيرُ نساء الدهر ما وافق الفتى وكان لها فهمٌ وعقلٌ يزينُها

[١٣٤ - قال: وخير الاعمال احلاها عاقبة وخير البر صلة الرحم وخير الثناء ما كان على أفواه الاخيار.]

" ١٧٦ " قال عمر بن عبد العزيز لطُريح بن إسماعيل الثقفي: أنشدني أبياتاً يكون فيها نصح ومعتبر فأنشده:

وأفضل أعمال الفتى الزادُ للتي ... تدوم وتحلو لي عليها العواقب

وافضل برٍّ بِرُّكَ الرحمَ التي ... عليها تُجازى آجلاً بالرغائِبِ

وحُسْنُ ثنا الأبرار في كُلِّ محفلٍ ... يدوم له ما جدَّ في السيرِ راكبُ

[١٣٥ - قال صاحب الكتاب: يقال أشرف السلطنة ما لم يخالطها بطر.]

" ١٧٧ " قال عبيد الله بن قيس الرقيات في محمد بن مروان بن الحكم:

وزيَّنَ سُلطانَ الأمير مُحمَّدٍ ... خصالٌ هي المجدُ الذي ليس يُنكرُ

حياءٌ ودينٌ والتواضعُ للتي ... يُؤملُ فيها الفوزَ في يومِ يُحشَرُ

فلا بطرٌ في ملكه وتجبُّرٌ ... ولا كبرياءٌ مِنهُ تُخشى وتحدذر

" ١٧٨ " وقال عبيد الله أيضاً فيه:

مُلكُه مُلكُ قُوةٍ ليس فيه ... جبروتٌ يُرى ولا كبرياءُ

١٣٦ - قال صاحب الكتاب: ويقال أغنى الأغنياء من لم يكن للحرص أسيراً.

" ١٧٩ " قال عُبيد الله بن عمر في أخيه عبد الله:

غنيتَ فما أصبحت للحرص غانياً ... بحسنٍ قنوعٍ والقنوعُ هو اليُسْرُ

[١٣٧ - قال صاحب الكتاب: ويقال خير الأصدقاء من ترك المزاح.]

" ١٨٠ " قال أبو كدام جدّ مِسعر بن كدام وروي لمِسعر في ابنهِ كِدَام:

إني محضتك يا كِدامُ نصيحةً ... فاسمع مَقال أبٍ عليك شفيق

أما المزاحُ مع المرءِ فدعهما ... خُلقانِ لا أرضاهما لصديقِ

إني بلوتها فلم أحمدْهُمَا ... لِمجاورٍ جارٍ ولا لرفيقِ

[١٣٨ - قال صاحب الكتاب: ويقال خير الاخلاق ما كان اعونها على الورع.]

" ١٨١ " قال عبيد الله بن قيس الرقيات في مصعب بن الزبير: له خُلقٌ يُنزِّههُ كريمٌ عن الفحشاء والفعل المعيب

وفيه سماحةٌ ووقار هديٍ ... مع العلم المُزين للاديبِ

واحيي من مُخدرةٍ حياءٍ ... وأشجعُ من أسامةَ في الحروب

[١٣٩ - قال صاحب الكتاب: ويقال لا تعلن عقوبة من لم يعلن ذنبه فإن لكل ذنب عقوبة، فالذنب السر عقوبة السر ولذنب الاعلان عقوبة الاعلان.]

" ١٨٢ " قال الفرزدق:

أسرَّ فعاقبتهُ خفيةً ... وملُك في الحكمِ لا يجهلُ

وأعلن ذنباً فعاقبتهُ ... علانية فعل من يعْدِلُ

<<  <   >  >>