للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤٠ - قال صاحب الكتاب: ويقال السلطان إذا كان صالحاً ووراءه وزراء سوء منعت الخاصة خيره والعامة عدله. مثل الماء الصافي العذب فيه التماسيح فلا يستطيع أحد دخوله والاستسقاء منه وان كان محتاجاً.

" ١٨٣ " قال الفرزدق أيضاً:

لئن كُنت مَلكاً ذا صلاحٍ مُطهراً ... لمن وزراء السوء أنت معيبُ

أليس الذي تختصه غير آيب ... بخيرٍ ولا راجٍ جداك غريبُ

ولا العدلُ نرجوه الأنام فما لنا ... إلى غير باري الخلق فيك مُجيبُ

" ١٨٤ " وقال جرير لابن عمر بن عبد العزيز:

لئن كنت ممنوعاً نوالك إنه ... ليحرمنيه ظالمٌ وحسودُ

كما حرم الروادُ مرتع روضةٍ ... حمت سُبلها من أن تُرام أسودُ

[١٤١ - قال صاحب الكتاب: ويقال يصيب الملك الظفر بالحزم والحزم باجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار.]

" ١٨٥ " قال أمية بن أبي الصلت:

بالحزمِ تظفرُ قبل البأس والجلد ... والحزم بالرأي تجنيهِ مدى الأبدِ

والرأي تحصينُ أسرار ترومُ بها ... إدراك حاجك في قربٍ وفي بُعدِ

" ١٨٦ " أخذ هذا المتنبي فقال:

الرأي قبلَ شجاعة الشُّجعان ... هي أولٌ وهو المحلُّ الثاني

فإذا هُما اجتمعا لنفسٍ حُرَّةٍ ... بلغت من العلياءِ كُلَّ مكانِ

١٤٢ - قال صاحب الكتاب: يُطلع على أسرار الملوك من قبل أربعة وجوه: من قبل النساء أو من قبل صاحب الرأي أو من قبل الحشم أو من الرسل المستعلمين الخبر.

" ١٨٧ " قال القطامي: فحصِّنِ السِّرَّ عن قومٍ ذوي ثقةٍ من النساءِ وعن ذي الرأي والحشمِ

[١٤٣ - قال صاحب الكتاب: ويقال من حصن سره كان له من تحصينه أمران: إما ظفر بما يريد وإما السلامة من عيبه وضرره، ان أخطأه ما كان يؤمل من الظفر.]

" ١٨٨ " قال عبيد بن الأبرص الأسدي:

أحصن سري فالسلامةُ سترهُ ... من العيب إن أخطأتُ ما كنتُ أطلبُ

فإن أنا لم أخطئ وكنتمُظفراً ... فسترُ الذي قد كان مِني أصوبُ

١٤٤ - قال صاحب الكتاب: ويقال إذا كان الملك محصناً للأسرار متخيراً للوزراء مهيباً عند العامة بعيداً من أن يعلم ما في نفسه أحد، لا يضيع عنده حسن بلاء ولا يسلم منه ذو جرم وكان مقدراً لما يفيد وما ينفق كان خليقاً بأن لا يسلب صالح ما أوتي.

" ١٨٩ " قال عدي بن زيد في المروداخ بن بخت نصر وضربه مثلاً للنُّعمان بن المنذر في حبسه:

ألا في الوَّلِ الماضي اعتبارٌ ... لذي عقلٍ أخي فهم بصير

تخيَّر للوزارة من رعاه ... بإشفاقٍ ونُصحٍ في الأمورِ

وحصَّن سره فعلا مهيباً ... يُجازي القُلَّ بالجمِّ الكثيرِ

من الإحسان والإكرام فعلاً ... يُزانُ به إلى يومِ النُّشور

وأنفق ما أفاد بحسن هدي ... وتقديرٍ بلا سرفٍ مبير

وأجمل في الرعية منه رأياً ... كفاه علم أخبار الخبير

يُلاحظ من دنا بثبات ذهن ... فيعلم بالضمير هوى الضميرِ

وواتاهُ الزمانُ تدبيرٌ وحَزمٌ ... من الموت المنغِّص للسُّرورِ

وما يبقى على الأيام باقٍ ... سوى ذي العزةِ الرَّبِّ القديرِ

[١٤٥ - قال صاحب الكتاب: ويقال من السر ما يدخل فيه الرهط، ومنه ما يدخل فيه الرجىن، ومنه ما يدخل فيه الواحد، ومنه ما لا ينبغي أن يطلع عليه أحد.]

" ١٩٠ " قال الراعي النميري:

وللسر حالاتٌ فمنهُ جماعةٌ ... ومنه نحيان وأحزمها الفرد

وأفضل منها صون سِرك كاتماً ... إلى الفرص اللاتي يُنال بها الجَدُّ

١٤٦ - قال صاحب الكتاب: ويقال يعتبر المرسل برأي رسوله ونفاذه. فمن كان شأنه اللين والمواتاة أنجح في الرسالة. والرسول يُلين القلب إذا رفق ويخشن الصدر إذا خرق لأنه مبلغ غير ملوم.

" ١٩١ " قال سوادة الحروري في رسول المهلب بن ابي صفرة:

ولما اختبرنا ظالماً برسولهِ ... وجدناهُ ذا رأي سخيفٍ مُظلا

شبيه أبيه في أسمه وفعاله ... ومستأجراً يُعطى إذا الشَّهرُ أكملا

<<  <   >  >>