للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

للنِّسَاء لما بني أمرهن عَلَيْهِ من الْمُبَالغَة فِي السّتْر، وَلما فِي وضع ثيابهن فِي غير بيُوت الْأزْوَاج من الهتك، وَلما فِي خروجهن واجتماعهن من الْفِتْنَة وَالشَّر، وَأنْشد لبَعْضهِم:

(دهتك بعلة الْحمام نعم ... وَمَال بهَا الطَّرِيق إِلَى يزِيد)

وَذكر للداخل آدابا؛ مِنْهَا: أَن يتَذَكَّر بحره حر النَّار، ويستعيذ بِاللَّه من النَّار، ويسأله الْجنَّة، وَأَن يكون قَصده التَّطْهِير التَّنْظِيف دون التنعم والترفه، وَأَن لَا يدْخلهُ إِذا رأى فِيهِ عَارِيا، بل يرجع، وَأَن لَا يُصَلِّي فِيهِ، وَلَا يقْرَأ الْقُرْآن، وَلَا يسلم، وَأَن لَا يدْخلهُ بِغَيْر كرنيب لِئَلَّا يحْتَاج إِلَى غَيره فيذل، وَأَن يسْتَغْفر الله تَعَالَى إِذا خرج، وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ.

قَالَ: فقد كَانُوا يَقُولُونَ: يَوْم الْحمام يَوْم إِثْم، وروى لكل أدب مِنْهَا خَبرا أَو أثرا.

ثمَّ حكى عَن بَعضهم أَنه ذكر آدابا أخر، مِنْهَا أَن لَا يستكثر من صب المَاء من غير حَاجَة، وَأَن يتحَرَّى دُخُول الحمامات الخالية، وَأَن يقدم رجله الْيُسْرَى فِي الدُّخُول، واليمنى فِي الْخُرُوج، وَأَن يَقُول مَا يَقُول فِي دُخُول الْخَلَاء، وَأَن يُوفي الحمامي الْأُجْرَة قبل الدُّخُول، وَأَن لَا يدْخلهُ عِنْد الْغُرُوب وَبَين العشاءين، فَإِنَّهُمَا وَقت انتشار الشَّيَاطِين، وَذكر فِي حَدِيث الزبير فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>