للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال: قلت لرجل من ولد بشر بن داود: إن اباك كان سيف السلطان. قال: وظانا جعبته. قلت: فكان ينيك وانت تناك. قال: اقضي دينه. قال ابو هفان لابي العيناء: هذا اشد حراً من مكانك في لظى. فقال: بردهل بشعرك! وقال احمد بن ابي طاهر في ابي العيناء:

سجع ابي العيناء من رجعه ... فلعنه الله على سجعه

كأن من يسمع الفاظه ... يقذف صم الصخر سمعه

قد طبع الله على قلبه ... فالكفر مستول على طبعه

لا تكثروا فيه فلابد لي ... أساء أو احسن من صفعه

وكتب ابو العيناء، ألى ابن مكرم: قد اصبت لك غلاما من بني ناعط، ثم: من بني ناشرة، ثم: من بني نهد. فكت اليه ابن مكرم: " فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ". قال لابن مكرم: ألست عفيفاً؟ قال: بلى إنك عفيف الفرج زاني الحرم. قال انما صار ذلك منذ تزوجت بأمك. وقال الجماز في ابي العيناء:

كذبوا ليس ابي العيناء في الكفر دعياً

ظلموا البائس ما زا ... ل من الله برياً

وبذا نعرفه مذ ... كان لا كان طبياً

فأخبروه تجدوه ... بالذي قلت ملياً

وما اخبار ًالمبرد

قال الصولي: هو ابو العباس محمد بن يزيد بن عبد الاكبر بن عمير بن حسان بن سليمان بن سعد بن عبد الله بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف بن اسلم - وهو ثمالة - بن احجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث. وكان سبب تلقيبه بالمبرد ان اب حاتم سهل بن محمد جعله في غلاف مزملة فارغ، حين طلبه صاحب الشرطة لمنادمة الامير. فدخل بيته وفتشه فلم يجده. فلما خرج جعل ابو حاتم يصفق وينادي: المبرد المبرد! وتسامع الناس فلهجوا بذلك ولقبوه به. ولد في سنة ست ومائتين. قال المبرد: النحو عبارة الاشياء. وحلي الالسن وجلاء الاسماع.

وقال: حضرت يوماً مجلس المتوكل، وبين يديه البحتري وهو ينشد قصيدة يمدح لها المتوكل، وبالقرب من البحتري ابو العنبس الصميري، فأنشد البحتري قصيدته:

يا باني المجد الذي ... قد كان قوض فأنهدم

اسلم لدين محمد ... فإذا سلمت فقد سلم

نلنا الهدى بعد العمى ... بك والغنى بعد العدم

فلما اتمها مشى القهقري للانصراف، فوثب أبو العنبس الصميري فقال: يا أمير المؤمنين، إن رأيت ان ترده؟ فرد! فقال له ابو العنبس: قد عارضتكفي قصيدتك وكنيتك بحضرة امير المؤمنين. ثم اندفع ينشد يوقول:

في أي سلح ترتطم ... و [أي كف تلتقم

أدخلت رأس البحتري ... ابي عبادة في الرحم

فضحك المتوكل وقال: ادفعوا إلى ابي العنبس عشرة الاف درهم! فقال الفتح: فالبحتري الذي هجي واسمع المركوه ينصرف خائباً؟ فقال: ويدفع اليه عشرة الاف درهم.

قال ابن المعتز: جائني المبرد، فجرى ذكر أبي تمام الطائي، فلم يوفه حقه، فقال له رجل من الكتاب كان في المجلس ما رأيت احداً أحفظ لعر ابي تمام منه: يا ابا العباس، ايحسن احد ان يقول مثل ما قال ابو تمام لابي المغيث موسى بت ابراهيم الرافقي يعتذر اليه:

لعمري لقد اقوت مغانيكم بعدي ... ومحت كما محت وشائع من برد

وانجدتكم من بعد إتهام داركم ... فيا دمع انجدني على ساكني نجد

ثم قال في الاعتذار:

اتاني مع الركبان ظن ظنته ... لففت له رأسي حياء من المجد

اسربل هجر القول من لو هجرته ... اذا لهجاني عنه معروف عندي

كريم متى امدحه امدحه والورى ... معي ومتى ما لمته وحدي

فقال ابو العباس: ما سمعت احسن من هذا قط.

وقال: ما اهتظم الرجل حقه إلا احد رجلين: أما جاهل بعلم الشعر ومعرفة الكلام واما عالم لم يتبخر هـ ولم يسمعه. وكتب البحتري الى المبرد يسأله ان يصير اليه.

يوم سبت وعندنا ما كفى الحر ... طلابا والورد منا قريب

ولنا مجلس على النهر فيا ... ح فسيح ترتاح فيه القلوب

وروام المادم يدنيك ممن ... كنت تهوى وإن جفاك الحبيب

<<  <   >  >>