للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحلم إذا جهل الجهو ... ل إذا دعتك الجهل حلمه

ودع المراء لأهله ... واحذر معرته وإثمه

وقال " من الكامل ":

استبق ودَّ أبي المقا ... تل حين تدنو من طعامه

سيان كسر رغيفه ... أو كسر شئ من عظامه

ويصوم كرها ضيفه ... لم ينو أجرا في صيامه

وقال " من الكامل ":

باعد أخاك ببعده ... وإذا دنا شيئاً فزده

كم من أخ لك ياابن بشار وأمك لم تلده

وقال يهجو علماء البصرة والكوفة " من السريع ":

وقل لمن يطلب علماً ألا ... ناد بأعلى شرف ناد

ياضيعة النحو به مغرب ... عنقاء أودت ذات إصعاد

أفسده قوم وأزروا به ... من بين أغتام وأوغاد

ذوي مراء وذوي لكنة ... لئام آباء وأجداد

لهم قياس احدثوه هم ... قياس سوء غير منقاد

فهم من النحوواو عمرواأعمار عادٍفي أبي جاد

أما الكسائي فذاك امرؤ ... في النحو حادٍ غير مزداد

وهو لمن يأتيه جهلاً به ... مثل سراب البيد للصادي

كان أبو عبيدة معمر بن المثنى يتهم بالغلمان، فجاء أبو محمد وحمل غلاما على عاتقه وقال له: اكتب على السارية التي يجلس إليها أبو عبيدة " من البسيط ":

صلى الإله على لوط وأسرته ... أبا عبيدة قل بالله 'مينا

وأنت عندي بلا شكٍ تبيتهم ... منذ احتلمت وقد جاوزت سبعينا

فلما دخل أبو عبيدة المسجد وإذا السارية مكتوب في أعلاها البيتان، فحمل رجلاً على عنقه وقال: امحه! فقال: قد محوته وقد بقيت الطاء. فقال: امحها! فإنما البلاء في الطاء.

وقال أبو زيد الانصاري يهجو أبا محمد " من الخفيف ":

وجه يحيى يدعو إلى البصق فيه ... غيلا أني أصون عنه بصاقي

وقال أبو محمد " من الوافر ":

متى ما تسمعي بقتيل عشق ... أصيب فإنني ذاك القتيل

فأخذ المعنى ابنه أبو عبد الله فقال " من الوافر ":

بكيت ولم يهج حزني ... رسومٌ لا ولا طلل

ولكن للنوى أبكي ... وطول العهد ياأمل

أتيتك عائذا بك منك لما ضاقت الحيل

وصيرني هواك وبي ... لحيني يضرب المثل

فإن سلمت بكم نفسي ... فما لاقيته جلل

وإن قتل الهوى رجلاً ... فإني ذلك الرجل

وقال أبو محمد " من السريع ":

قومٌ كرامٌ ماعدا أنهم ... صولتهم منهم على جارهم

وتوفي أبو محمد رحمه الله اثنتين ومائتين وكذا ذو الرئاستين.

آخر الجزء الاول من نور القبس والحمد لله وحده

[١٩ - ومن أخبار أبي عبد الله محمد بن أبي محمد اليزيدي]

قال محمد بن العباس اليزيدي: قال جدي محمد "..... " وأنشدها المأمون " من الكامل ":

الجهل بعد الأربعين قبيح ... فزعِ الفؤاد وإن ثناه جموح

وبع السفاهة بالوقار وبالنهى ... ثمن لعمرك إن عقلت ربيح

وأغنم بقايا من شبابك آذنت ... بتصرم والجسم منك صحيح

فلقد حدا بك حاديان إلى البلى ... ودعاك داعٍ بالرحيل فصيح

إلى غير ذلك من النمط، فبعث إليه الرشيد: مالنا وما لهذا الشعر يا محمد؟ فقال " من الكامل ":

يسعى إليك بها غلام أهيف ... من جيبه ريح العبير يفوح

ميسان أما دلّه فمخنثٌ ... غنج وأما وجهه فمليح

وقال " من الوافر ":

صحيحٌ وُدٌّ من أمسى عليلاً ... ليكتب أو يرى لكم رسولا

رآك نشوبه الهجران حتى ... إذا ما أعتل كنت له دليلا

هما موتان موتُ هوى وهجرٍ ... وموت الهجر شرهما سبيلا

وقال غيره في المعنى وأحسن منه " من الطويل ":

يودُّ بأن يمسي سقيماً لعلها ... إذا سمعت عنه بشكوى تراسله

ويهتزُ للمعروف في طلب العلى ... لتحمد يوماً عنه سلمى شمائله

قال محمد: دخلتُ على المأمون، فقال لي: أما ترى عتق هذا الشراب حتى لم يبق إلا أقله، ما أحسن ما قيل في قدم الشراب؟ فقلت: قولُ الحكمي " من المديد ":

<<  <   >  >>