للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاللَّذَّات وطرق تَحْصِيلهَا وَهَذَا وَإِن كَانَ لنَفس فِيهِ لَذَّة لَكِن لَا عَاقِبَة لَهُ ومضرّته فِي عَاقِبَة الدُّنْيَا قبل الْآخِرَة أَضْعَاف مسرّته وَمِنْهَا الْفِكر فِيمَا لم يكن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يكون كالفكر فِيمَا إِذا صَار ملكا أَو وجد كنزا أَو ملك ضَيْعَة مَاذَا يصنع وَكَيف يتصرّف وَيَأْخُذ وَيُعْطِي وينتقم وَنَحْو ذَلِك من أفكار السّفل وَمِنْهَا الْفِكر فِي جزيئات أَحْوَال النَّاس وَمَا جراياتهم ومداخلهم ومخارجهم وتوابع ذَلِك من فكر النُّفُوس المبطلة الفارغة من الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَمِنْهَا الْفِكر فِي دقائق الْحِيَل وَالْمَكْر الَّتِي يتَوَصَّل بهَا إِلَى أغراضه وهواه مُبَاحَة كَانَت أَو مُحرمَة وَمِنْهَا الْفِكر فِي أَنْوَاع الشّعْر وصروفه وأفانينه فِي الْمَدْح والهجاء والغزل والمراثي وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ يشغل الْإِنْسَان عَن الْفِكر فِيمَا فِيهِ سعادته وحياته الدائمة وَمِنْهَا الْفِكر فِي المقدرات الذهنية الَّتِي لَا وجود لَهَا فِي الْخَارِج وَلَا بِالنَّاسِ حَاجَة إِلَيْهَا الْبَتَّةَ وَذَلِكَ مَوْجُود فِي كل علم حَتَّى فِي علم الْفِقْه وَالْأُصُول والطب فَكل هَذِه الأفكار مضرّتها أرجح من مَنْفَعَتهَا ويكتفي فِي مضرّتها شغلها عَن الْفِكر فِيمَا هُوَ أولى بِهِ وأعود عَلَيْهِ بالنفع عَاجلا وآجلا

قَاعِدَة الطّلب لقاح الْإِيمَان فَإِذا اجْتمع الْإِيمَان والطلب أثمر الْعَمَل

الصَّالح وَحسن الظَّن بِاللَّه لقاح الافتقار والاضطرار إِلَيْهِ فَإِذا اجْتمعَا أثمر إِجَابَة الدُّعَاء والخشية لقاح الْمحبَّة فَإِذا اجْتمعَا أثمر امْتِثَال الْأَوَامِر وَاجْتنَاب والنواهي وَالصَّبْر لقاح الْيَقِين فَإِذا اجْتمعَا أورثا الْإِمَامَة فِي الدّين قَالَ تَعَالَى وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ وَصِحَّة الِاقْتِدَاء بالرسول لقاح الْإِخْلَاص فَإِذا اجْتمعَا أثمر قبُول الْعَمَل والاعتداد بِهِ وَالْعَمَل لقاح الْعلم فَإِذا اجْتمعَا كَانَ الْفَلاح والسعادة وَإِن انْفَرد أَحدهمَا عَن الآخر لم يفد شَيْئا والحلم لقاح الْعلم فَإِذا اجْتمعَا حصلت سيادة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَحصل الِانْتِفَاع بِعلم الْعَالم وَإِن انْفَرد

<<  <   >  >>