للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا لأبي بكر وَلَا لعمر منجم بل أخرج ثِقَة بِاللَّه وتوكلا على الله وتكذيبا لِقَوْلِك فَمَا سَافر بعد رَسُول الله سفرة أبرك مِنْهَا قتل الْخَوَارِج وكفي الْمُسلمين شرهم وَرجع مؤيدا منصورا فائزا بِبِشَارَة النَّبِي لمن قَتلهمْ حَيْثُ يَقُول شَرّ قَتْلَى تَحت أَدِيم السَّمَاء خير قَتِيل من قَتَلُوهُ وَفِي لفظ طُوبَى لمن قَتلهمْ وَفِي لفظ تقتلهم أولى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ وَفِي لفظ لَئِن أدركتهم لأقتلنهم قتل عَاد وَقَالَ عَليّ لأَصْحَابه لَوْلَا ان تنكلوا لحدثتكم بِمَا لكم عِنْد الله فِي قَتلهمْ فَكَانَ هَذَا الظفر ببركة خلاف ذَلِك المنجم وتكذيبه والثقة بِاللَّه رب النُّجُوم والاعتماد عَلَيْهِ وَهَذِه سنة الله فِيمَن لم يلْتَفت إِلَى النُّجُوم وَلَا بني عَلَيْهَا حركاته وسكناته وأسفاره وإقامته كَمَا أَن سنته نكبة من كَانَ منقادا لأربابها عَاملا بِمَا يحكمون لَهُ بِهِ وَفِي التجارب من هَذَا مَا يكفى اللبيب الْمُؤمن وَالله الْمُوفق ٠

فصل وَالَّذِي أوجب للمنجمين كَرَاهِيَة السّفر وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب انهم قَالُوا

السّفر امْر يُرَاد لخير من الْخيرَات فَإِذا كَانَ الْوُصُول إِلَى ذَلِك الْأَمر أسْرع كَانَ أَجود فينبغى على هَذَا أَن يكون الْقَمَر فِي برج مُنْقَلب وَالْعَقْرَب برج ثَابت والثوابت عِنْدهم تدل على الْأُمُور البطيئة قَالُوا وَأَيْضًا البرج للمريخ والمريخ عِنْدهم نحس أكبر والنحس ينحس الحظوظ على أَصْحَابهَا فينبغى أَن يكون الْقَمَر فِي برج سعد لِأَن السعد ينفع والنحس يضر وايضا فَإِن هَذَا البرج هُوَ برج هبوط الْقَمَر وَإِذا كَانَ الْكَوْكَب فِي هُبُوطه لَا يلتئم لصَاحبه مَا يُريدهُ ويقصده بل يكون وبالا عَلَيْهِ لِأَن الْكَوْكَب الهابط عِنْدهم كالمنكس وَأَيْضًا فَإِن الْقَمَر عِنْدهم رب تَاسِع الْعَقْرَب وَإِذا كَانَ رب التَّاسِع منحوسا فالسفر مَكْرُوه لِأَن التَّاسِع مَنْسُوب إِلَى السّفر وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الْعَقْرَب عِنْدهم شَرّ البروج وَالْقَمَر على الْإِطْلَاق قَالُوا فَلذَلِك ينبغى الحذر من السّفر وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب قَالُوا فَمن كره السّفر إِذا ذَاك فانما يكرههُ بِعِلْمِهِ وعقله وأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ أَعقل أهل زَمَانه واعلمهم فَهُوَ اولى بكراهته وَلَيْسَ ذَلِك مَخْصُوصًا عِنْدهم بِالسَّفرِ وَحده بل يكْرهُونَ جَمِيع الابتدا آتٍ والاختيارات وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَلما كَانَ الْقَمَر اسرع الْكَوَاكِب حَرَكَة فَهُوَ أولى أَن يكون دَلِيلا على الْأُمُور المنقلبة وَالسّفر أَمر مُنْقَلب وَالْعَقْرَب برج ثَابت غير مُنْقَلب والتجربة وَالْوَاقِع من أكبر شَاهد على تكذيبهم فِي هَذَا الحكم فكم مِمَّن سَافر وَتزَوج وابتدأ وَاخْتَارَ وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَتمّ لَهُ مُرَاده على أكمل مَا كَانَ يؤمله وَلَا يزَال النَّاس ينشؤن الْأَسْفَار والابتدا آتٍ والاختيارات فِي كل وَقت وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَغَيره ويحمدون عواقب أسفارهم كَمَا أنشأأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ رضى الله عَنهُ سفر جهاده للخوارج وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَأَنْشَأَ المعتصم سفر فتح عمورية وَجِهَاد أَعدَاء الله وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَقد أجمع الكذابون

<<  <  ج: ص:  >  >>