للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انه إِن خرج كسر عسكره وَقتل أَو أسر فَبين الله للْمُسلمين كذبهمْ بذلك الْفَتْح الْجَلِيل وَلَو استقصينا أَمْثَال هَذِه الوقائع لطال الْأَمر جدا وَمن أَرَادَ أَن يعلم كذبهمْ قطعا فليبتدىء سفرا أَو اخْتِيَار اَوْ بِنَاء اَوْ غَيره وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وليتوكل على الله وليسافر فَإِنَّهُ يرى مَا يغبطه ويسره وَمن أبين الْكَذِب والبهت الْكَذِب على الْحس وَالْوَاقِع وَهَذَا الَّذِي كرهوه وحذروا مِنْهُ لَو كَانَ الْوَاقِع شَاهدا بِهِ لَكَانَ النَّاس لَا يختارون وَلَا يسافرون وَلَا يبتدئون شَيْئا الْبَتَّةَ وَالْقَمَر فِي الْعَقْرَب وَكَانَ عَلَيْهِم بِهَذَا وتجربتهم لَهُ مَعْلُوما بِالضَّرُورَةِ فَكيف وَالْأَمر بِالْعَكْسِ وَأَيْضًا فَيُقَال قد يكون الْقَمَر فِي الْعَقْرَب وتجامعه السُّعُود وهما المُشْتَرِي والزهرة مثلا ويكن رب بَيت السّفر وَبَيت الطالع وَبَيت السّفر أَيْضا سعودات فَهَلا قُلْتُمْ ان السّفر حِينَئِذٍ يكون صَالحا لإجتماع هَذِه السعودات فِي البرج المنقلب واجتماعها يكسبها قُوَّة بل قَالَ قضاؤكم يكون الْقَمَر فِي الْعَقْرَب مسعودا إِن جَامع السُّعُود بل قَالُوا إِن السُّعُود ايضا تنتحس فِيهِ فاذا حل السُّعُود الْعَقْرَب انتحست فِيهِ وَلذَلِك قُلْتُمْ إِن الشَّمْس إِذا حلت ضعفت فِيهِ أَيْضا جدا وَإِن كَانَ مَعَه السعدان أَعنِي المُشْتَرِي والزهرة فَلَو قلب عَلَيْكُم هَذَا الِاسْتِدْلَال وَقيل إِذا حلت السُّعُود فِي هَذَا البرج قوي فعلهَا وتضافر بَعْضهَا مَعَ بعض فقوى السعد باجتماعها وَلم يقوى البرج على انحاسها وَقُوَّة زحل والمريخ النحسين على هَذَا البرج لَا يسْتَلْزم إنحاس هَذِه السُّعُود بل إِن سعادتها تُؤثر فِي نحسها كَانَ من جنس قَوْلكُم وَمن هُنَا قَالَ أَبُو نصر الفارابي وَاعْلَم أَنَّك لَو قلبت أوضاع المنجمين فَجعلت السعد نحسا والنحس سَعْدا والحار بَارِدًا وَعَكسه لكَانَتْ أحكامك من جنس أحكامهم تصيب وتخطىء

فصل وَأما مَا احْتج بِهِ من الْأَثر عَن عَليّ أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ

إِنِّي أُرِيد السّفر وَكَانَ ذَلِك فِي محاق الشَّهْر فَقَالَ أَتُرِيدُ أَن يمحق الله تجارتك اسْتقْبل هِلَال الشَّهْر بِالْخرُوجِ فَهَذَا لَا يعلم ثُبُوته عَن عَليّ والكذابون كثيرا مَا يُنْفقُونَ سلعهم الباطله بنسبتها إِلَى عَليّ وَأهل بَيته كأصحاب الْقرعَة والجفر والبطاقة والهفت والكميان والملاحم وَغَيرهَا فَلَا يدْرِي مَا كذب على أهل الْبَيْت إِلَّا الله سُبْحَانَهُ ثمَّ لَو صَحَّ هَذَا عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ لم يكن فِيهِ تعرض لثُبُوت إحكام النُّجُوم بِوَجْه وَلَا ريب أَن اسْتِقْبَال الْأَسْفَار وَالْأَفْعَال فِي أَوَائِل النَّهَار والشهر وَالْعَام لَهَا مزية وَالنَّبِيّ قد قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها وَكَانَ صَخْر الغامدي رَاوِي الحَدِيث إِذا بعث تِجَارَة لَهُ بعثها فِي أول النَّهَار فأثرى وَكثر مَاله وَنسبَة أول النَّهَار نِسْبَة أول الشَّهْر إِلَيْهِ وَأول الْعَام إِلَيْهِ فللأوائل مزية الْقُوَّة وَأول النَّهَار وَالشَّمْس بِمَنْزِلَة شبابه وَآخره بِمَنْزِلَة شيخوخته وَهَذَا أَمر مَعْلُوم بالتجربة وَحِكْمَة الله تَقْتَضِيه

وَأما مَا ذكره عَن الْيَهُودِيّ الَّذِي أخبر ابْن عَبَّاس بِمَا أخبرهُ من موت

<<  <  ج: ص:  >  >>