للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَاملا بهَا فِي حركاته وسكناته وأسفاره كَمَا هُوَ الْمَعْرُوف من الْمُشْركين وأتباعهم سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم

وَأما قَوْله أَنه جَاءَ فِي الْآثَار أَن أول من أعْطى هَذَا الْعلم آدم لِأَنَّهُ عَاشَ حَتَّى أدْرك من ذُريَّته أَرْبَعِينَ ألف أهل بَيت وَتَفَرَّقُوا عَنهُ فِي الأَرْض فَكَانَ يغتم لخفاء خبرهم عَلَيْهِ فَأكْرمه الله تَعَالَى بِهَذَا الْعلم فَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يعرف حَال أحدهم حسب لَهُ بِهَذَا الْحساب فيقف على حَالَته فَلَيْسَ هَذَا ببدع من بهت المنجمين والملاحدة وإفكهم وافترائهم على آدم وَقد علمُوا بِالْمثلِ السائر هُنَا: إِذا كذبت فابعد شاهدك ٠

فصل وَأما مَا نسبه إِلَى الشافعى من حكمه بالنجوم على عمر ذَلِك الْمَوْلُود

فَلَقَد نسب الشافعى إِلَى هَذَا الْعلم وَحكمه فِيهِ بِأَحْكَام ليعجز عَن مثلهَا ائمة المنجمين وأظن الذى غره فِي ذَلِك أَبُو عبد الله الْحَاكِم فَإِنَّهُ صنف فِي مَنَاقِب الشافعى كتابا كَبِيرا وَذكر علومه فِي أَبْوَاب وَقَالَ الْبَاب الرَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي مَعْرفَته تسيير الْكَوَاكِب من علم النُّجُوم وَذكر فِيهِ حكايات عَن الشافعى تدل على تَصْحِيحه لأحكام النُّجُوم وَكَانَ هَذَا الْكتاب وَقع للرازي فتصرف فِيهِ وَزَاد وَنقص وصنف مَنَاقِب الشافعى من هَذَا الْكتاب على أَن فِي كتاب الْحَاكِم من الْفَوَائِد والْآثَار مالم يلم بِهِ الرَّازِيّ وَالَّذِي غر الْحَاكِم من هَذِه الحكايات تساهله فِي إسنادها وَنحن نبينها ونبين حَالهَا ليتبين أَن نِسْبَة ذَلِك إِلَى الشافعى كذب عَلَيْهِ وان الصَّحِيح عَنهُ من ذَلِك مَا كَانَت الْعَرَب تعرفه من علم الْمنَازل والاهتداء بالنجوم فِي الطرقات وَهَذَا هُوَ الثَّابِت الصَّحِيح عَنهُ بأصح إِسْنَاد إِلَيْهِ قَالَ الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ قَالَ الشافعى قَالَ الله عز وَجل هُوَ الَّذِي جعل لكم النُّجُوم لتهتدوا بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر {وَقَالَ} وعلامات وبالنجم هم يَهْتَدُونَ كَانَت العلامات جبالا يعْرفُونَ موَاضعهَا من الأَرْض وشمسا وقمرا ونجما مِمَّا يعْرفُونَ من الْفلك ورياحا يعْرفُونَ صفاتها فِي الْهَوَاء تدل على قصد الْبَيْت الْحَرَام وَأما الحكايات الَّتِى ذكرت عَنهُ فِي أَحْكَام النُّجُوم فَثَلَاث حكايات إِحْدَاهَا قَالَ الْحَاكِم قرىء على أبي يعلى حَمْزَة بن مُحَمَّد العلوى وَأكْثر ظنى أَنِّي حَضرته حَدثنَا أَبُو اسحاق إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الآزدى فِي آخَرين قَالُوا حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب الجوال الدينورى حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْبلوى حَدَّثَنى خالى عمَارَة بن زيد قَالَ كنت صديقا لمُحَمد ابْن الْحسن فَدخلت مَعَه يَوْمًا على هرون الرشيد فساءله ثمَّ أَنِّي سَمِعت مُحَمَّد بن الْحسن وَهُوَ يَقُول إِن مُحَمَّد بن أدريس يزْعم أَن للخلافة أَهلا قَالَ فاستشاط هرون من قَوْله غَضبا ثمَّ قَالَ على بِهِ فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ أطرق سَاعَة ثمَّ رفع رَأسه اليه فَقَالَ إيها قَالَ الشافعى مَا إيها يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت الداعى وَأَنا الْمَدْعُو وَأَنت السَّائِل وَأَنا الْمُجيب فَذكر حِكَايَة طَوِيلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>